كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

السلام] (١) وغير ذلك.
وقوله: (المعجزات (٢) الباهرات)، يقتضي ظاهره (٣): أن هناك (٤) معجزات (٥) غير باهرة (٦)، وليس كذلك، بل كل معجزة غالبة؛ ولأجل ذلك سميت معجزة؛ لأجل إعجازها وغلبها، فيحتمل أن يكون وصف المعجزات بالباهرات: وصف تأكيد لا وصف تقييد، فلا مفهوم له على هذا، ويحتمل: أن ينبه بقوله: (الباهرات): على أن معجزات (٧) النبي عليه السلام أبهر وأغلب من سائر معجزات الأنبياء عليهم السلام؛ لكثرة معجزات محمد عليه السلام (٨)، وبقاء بعضها إلى يوم القيامة وهو القرآن العظيم؛ إذ معجزات (٩) محمد عليه السلام أكثر من سائر معجزات الأنبياء عليهم السلام (١٠)، والقرآن العظيم من معجزاته، وهو لا يندرس إلى يوم
---------------
(١) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(٢) "قوله: المعجزات" ساقط من ط.
(٣) "ظاهرة" ساقطة من ط.
(٤) في ز وط: "هناك".
(٥) في ط: "معجزة".
(٦) في ز: "غير باهرات أي: غالبات".
(٧) في ز: "معجزة".
(٨) في ط: "النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ".
(٩) في ز: "النبي".
(١٠) قال القاضي عياض بعد ذكره تقسيم المعجزة إلى ضربين: ضرب هو من نوع قدرة البشر، وضرب هو خارج عن قدرتهم فقال: "واعلم أن المعجزات التي ظهرت على يد نبينا - صلى الله عليه وسلم - ودلائل نبوته وبراهن صدقه من هذين النوعين معًا، وهو أكثر الرسل معجزة، وأبهرهم آية، وأظهرهم برهانًا، وهي في كثرتها لا يحيط بها ضبط، فإن واحدًا منها وهو القرآن لا يحصى عدد معجزاته بألف ولا ألفين ولا أكثر".
انظر: الشفا ١/ ٢٥٣.

الصفحة 38