كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

بيان عليه.
قوله (١): (لشرف ذلك الاقتضاء) هذا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، تقديره: وجعلنا أهلاً لذلك الاقتضاء الشريف، فالشرف: صفة للاقتضاء (٢)، والاقتضاء: موصوف.
ومثال إضافة الصفة إلى موصوفها (٣) قول الشاعر:
إنّا محيوكِ يا سلمى فحيينا ... وإن سَقيتِ كِرامَ القومِ فاسْقِينَا (٤)
تقديره: وإن سقيت القوم الكرام.
قوله (٥): (وجعلنا أهلاً لشرف ذلك الاقتضاء) (٦) سبكه: وجعلنا الله
---------------
= بها، فتوصف لما فيها من الإبهام، ألا ترى أنك إذا قلت: هذا، وأشرت إلى حاضر، وكان هناك أنواع من الأشخاص التي يجوز أن تقع الإشارة إلى كل واحد منها فيبهم على المخاطب إلى أي الأنواع وقعت الإشارة؟ فتفتقر حينئذ إلى الصفة للبيان".
فيتبين من كلام ابن يعيش أنه يجوز أن يوصف اسم الإشارة، فعلى هذا يجوز أن يكون الاقتضاء نعت لاسم الإشارة ذلك.
(١) في ز: "وقوله".
(٢) في ط: "الاقتضاء".
(٣) في ز: "إلى الموصوف".
(٤) قائل هذا البيت هو بشامة بن حَزْن النهشلي، وهو مطلع لقصيدته النونية يقول: إنا مُسَلِّمونَ عليك أيتها المرأة فقابلينا بمثله، وإن خدمت الكرام وسقيتيهم فأجرينا مجراهم، فإنا منهم. الاستشهاد فيه في قوله: كرام الناس، أضاف الصفة إلى الموصوف.
انظر: شرح شواهد العيني المطبوع مع خزانة الأدب للبغدادي ٣/ ٣٧٠، وكذلك شرح ديوان الحماسة للمرزوقي تحقيق أحمد أمين، وعبد السلام هارون، القسم الأول (ص ١٠٠).
(٥) "قوله" ساقطة من ط.
(٦) في ط: "وجعلنا أهلاً ... المسألة".

الصفحة 42