كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

ومنهم من جعل الصلاة ها هنا على أربعة أقسام:
الصلاة من الله على محمد عليه السلام (١)، والصلاة من الله على غير محمد عليه السلام (٢)، والصلاة من الملائكة، والصلاة من العباد.
فالصلاة من الله على محمد عليه السلام تشريف وزيادة (٣) تكرمه.
والصلاة من الله على غير محمد عليه السلام: رحمة (٤).
---------------
(١) "عليه السلام" لم ترد فى ط.
(٢) "عليه السلام" لم ترد في ط.
(٣) "زيادة" ساقطة من ط.
(٤) اختلف العلماء في معنى الصلاة من الله على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها رحمته، ونسبه ابن القيم لكثير من المتأخرين.
القول الثاني: أن صلاة الله مغفرته.
القول الثالث: أن صلاة الله هي ثناؤه وإرادته لرفع ذكره وتقريبه وتكريمه وإظهار شرفه وفضله، وهو الذي رجحه ابن القيم.
أما القول الأول والثاني فضعفهما ابن القيم ورد عليهما فذكر خمسة عشر وجهًا منها:
١ - أن الله سبحانه فِرق بينِ صلاته على عباده ورحمته كما قال تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: ١٥٧].
٢ - أن صلاة الله سبحانه خاصة بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين، وأما رحمته فوسعت كل شيء، فليست الصلاة مرادفة للرحمة.
٣ - أن أحدًا لو قال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رحمه الله" بدل - صلى الله عليه وسلم - لبادرت الأمة إلى الإنكار عليه وسموه مبتدعًا، ولو كانت الصلاة من الله رحمة لم يمتنع شيء من ذلك.
٤ - أن هذه اللفظة لا تعرف في اللغة بمعنى الرحمة أصلاً. والمعروف عند العرب من معناه الدعاء.
انظر تفصيل هذه الأوجه وغيرها في: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام لابن القيم ص ١٥٨ - ١٦٨.

الصفحة 56