كتاب نوادر الأصول في أحاديث الرسول (اسم الجزء: 1)

وَهُوَ الَّذِي شكه بالخلال فضمه إِلَى نَفسه فَكَذَلِك لما ظهر فِي صدر الْمُؤمن شكه وَجمعه حَتَّى لَا تَنْتَشِر جوارحه فِي شهواته وهواه
والحلم وزيره فالحلم هُوَ سَعَة الصَّدْر وَطيب النَّفس فَإِذا وسع الصَّدْر وانشرح بِالنورِ أَبْصرت النَّفس رشدها من غيها وعواقب الْخَيْر وَالشَّر فطابت وَإِنَّمَا تطيب النَّفس لسعة الصدروإنما يَتَّسِع الصَّدْر بولوج النُّور الْوَارِد من عِنْد الله وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ على نور من ربه} وَإِذا دخل النُّور سهل تَسْلِيم النَّفس وَذَهَبت عسرتها وكزازتها وَالْملح يطيب الطَّعَام والحلم يطيب النَّفس
عَن عبد الله بن جَراد رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ الْأَعْمَى من يعمى بَصَره إِنَّمَا الْأَعْمَى من تعمى بصيرته
قَالَ الله تَعَالَى فِي تَنْزِيله الْكَرِيم {فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور} فطيب النَّفس من روح الْيَقِين وَهُوَ من أعظم النعم

الصفحة 211