كتاب نوادر الأصول في أحاديث الرسول (اسم الجزء: 1)

عَن أم معبد فِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت كَانَ أنظر الثَّلَاثَة منْظرًا
وَوجه آخر أَنهم أطول النَّاس أعناقا بِمد أَعينهم إِلَى عَظِيم مَا يأملون من الثَّوَاب وَمد الْعين إِلَى الشَّيْء تأميلا إشراف بالعنق فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة وَوصف الْأَنْبِيَاء والأولياء عَلَيْهِم السَّلَام إِلَى كَرَامَة الله تَعَالَى كَانَت قامتهم على حسب درجاتهم فِي الْموقف إِذا أتوها حَتَّى يصدروا من الْموقف إِلَى الْجنَّة فيعطون قامة أهل الْجنَّة وَمِمَّا يُحَقّق مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أحْشر أَنا وَأَبُو بكر وَعمر يَوْم الْقِيَامَة هَكَذَا وَأخرج السبابَة وَالْوُسْطَى والبنصر وَنحن مشرفون على النَّاس وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الأَصْل الرَّابِع وَالْعشْرُونَ
وَمِمَّا يُحَقّق مَا قُلْنَا مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يحْشر الجبارون والمتكبرون يَوْم الْقِيَامَة فِي صُورَة الذَّر يطأهم النَّاس تَحت أَقْدَامهم
فالمتكبرون الَّذين تكبروا على الله تَعَالَى فَلم يوحدوه قَالَ تَعَالَى {إِنَّهُم كَانُوا إِذا قيل لَهُم لَا إِلَه إِلَّا الله يَسْتَكْبِرُونَ} فقامتهم قامة الذَّر يَوْم الْقِيَامَة فَكل من كَانَ أَشد تكبرا كَانَ أقصر قامة وعَلى هَذَا السَّبِيل كل من كَانَ أَشد تواضعا لله تَعَالَى فَهُوَ أشرف قامة على الْخلق

الصفحة 225