كتاب نوادر الأصول في أحاديث الرسول (اسم الجزء: 1)

وَهَذَا لِأَن من استولى على قلبه الْحق إِذا غضب غضب للحق وَإِذا رَضِي رَضِي من أجل الْحق وَكَانَ الْغَالِب على قلب عمر رَضِي الله عَنهُ الْحق ونوره وسلطانه
قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر وَأَقْوَاهُمْ فِي دين الله عمر
وَإِنَّمَا الْقُوَّة من أجل أَن الْحق على الْقلب سُلْطَانه وَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ من شَأْنه الْقيام برعاية تَدْبِير الله ومراقبة صنعه فِي الْأُمُور حَتَّى يَدُور مَعَ الله تَعَالَى فِي تَدْبيره وَكَانَ مُسْتَعْملا بِالتَّدْبِيرِ وَعمر مُسْتَعْملا بِالْحَقِّ فَمن شَأْن أبي بكر رَضِي الله عَنهُ الْعَطف وَالرَّحْمَة والرأفة والرقة واللين وَمن شَأْن عمر رَضِي الله عَنهُ الشدَّة وَالْقُوَّة والصلابة والصرامة وَلذَلِك شبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيثه أَبَا بكر بإبراهيم من الرُّسُل وبميكائيل من الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم السَّلَام وَشبه عمر بِنوح من الرُّسُل وبجبرئيل من الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم السَّلَام فابتدأ الله الْمُؤمنِينَ بِالرَّحْمَةِ ورزقهم الْإِيمَان ثمَّ اقتضاهم حَقه فشرع لَهُم الشَّرِيعَة واستهداهم الْقيام بذلك فَمن وفى لَهُ بِالْقيامِ بذلك فقد أرْضى الْحق تَعَالَى
فَأَبُو بكر مَعَ الْمُبْتَدَأ وَهُوَ الْإِيمَان وَعمر مَعَ الَّذِي يتلوه وَهُوَ الْحق وَهُوَ الشَّرِيعَة لِأَن من حق الله تَعَالَى على عباده أَن يوحدوه وَإِذا وحدوه فَمن حَقه عَلَيْهِم أَن يعبدوه بِمَا أَمرهم بِهِ ونهاهم عَنهُ

الصفحة 228