كتاب نوادر الأصول في أحاديث الرسول (اسم الجزء: 1)

وَلذَلِك مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أمرت أَن أؤول الرُّؤْيَا على أبي بكر وَأمرت أَن أَقرَأ الْقُرْآن على عمر لِأَن الرُّؤْيَا جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة وَالْقُرْآن بَيَان حُقُوقه وَلذَلِك قيل أَبُو بكر الصّديق لِأَنَّهُ صدق بِالْإِيمَان بِكَمَال الصدْق
وَقيل لعمر فاروق لِأَنَّهُ يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وأسماؤهما دليلان على مراتبهما من الله تَعَالَى بالقلوب ويكشف لَك عَن درجتيهما أَن مجْرى أبي بكر مجْرى صدق الْإِيمَان ومجرى عمر مجْرى وَفَاء الْحق وَكَيف مَا دَار الْحق مَعَ الْعباد يَوْم الْموقف باقتضاء أَمر الله عز وَجل وحبسهم على الْبَاب والانتقام بالنَّار مِنْهُم فالعاقبة الرَّحْمَة لِأَن الرَّحْمَة لَا تتْرك أحدا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مرّة وَاحِدَة فِي دَار الدُّنْيَا فِي جَمِيع عمره صدقا فِي قلبه ثمَّ لم يُوجد لَهُ مِثْقَال خردلة من خير إِلَّا وتأخذه من النَّار وَلَو بعد مِقْدَار عمر الدُّنْيَا
وَكَذَلِكَ جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قصَّة الشَّفَاعَة إِذا انْقَضتْ شَفَاعَة الرُّسُل وَالْمَلَائِكَة والأنبياء وَالْمُؤمنِينَ جَاءَ مُحَمَّد فِي الْمرة الرَّابِعَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيسْأَل فِيمَن قَالَ مرّة لَا إِلَه إِلَّا الله فَيَقُول الله عز وَجل إِنَّهَا لَيست لَك وَلَا لأحد من خلقي فتجيء الرَّحْمَة من وَرَاء الْحجاب فَتَقول يَا رب مِنْك بدأت وَإِلَيْك أَعُود فشفعني فِيمَن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مرّة وَاحِدَة فتجاب إِلَى ذَلِك
فَإِنَّمَا أَعْطَاهُم قَول لَا إِلَه إِلَّا الله بِالرَّحْمَةِ ثمَّ لَا تتركهم تِلْكَ الرَّحْمَة حَتَّى تأخذهم من الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وانتقامه مِنْهُم بالنَّار ويكشف عَن شَأْن درجتيهما الْأَخْبَار المتواترة فَمِنْهَا ماروي عَن ابْن شريحة قَالَ سَمِعت عليا رَضِي الله عَنهُ على الْمِنْبَر يَقُول إِن أَبَا بكر أَواه منيب الْقلب وان عمر نَاصح الله فنصحه الله تَعَالَى

الصفحة 229