كتاب نوادر الأصول في أحاديث الرسول (اسم الجزء: 1)

يعرفوا مَا الزهادة وَمَا مَعْنَاهَا حسبوا أَن الزهادة شتم الدُّنْيَا وَأكل النخالة وَلبس الصُّوف وذم الْأَغْنِيَاء ومدع الْفُقَرَاء وَمن جَهله يزْعم أَنه قَالَ مرعبدي لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسَ تقضي نهمة من الدُّنْيَا إِلَّا نقص من ميزانك وَالله تَعَالَى يَقُول {هَذَا عطاؤنا فَامْنُنْ أَو أمسك بِغَيْر حِسَاب} ثمَّ قَالَ {وَإِن لَهُ عندنَا لزلفى وَحسن مآب}
وَمن الحَدِيث الَّذِي يُنكره قُلُوب المحقين مَا رُوِيَ أَن قوم مُوسَى سَأَلُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَن يسْأَل ربه عز وَجل أَن يسمعهم كَلَامه الْكَرِيم فَسَمِعُوا صَوتا كصوت الشبور إِنِّي أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا الْحَيّ القيوم أخرجتكم من مصر بيد رفيعة وذراع شَدِيد فَهَذَا حَدِيث من غرب فهمه وَإِنَّمَا الْكَلَام شَيْء خص بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام من بَين جَمِيع ولد آدم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِن كَانَ كلم قومه أَيْضا حَتَّى أسمعهم كَلَامه فَمَا فضل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَيْثُ سمي كليم الله من بَين رسله عَلَيْهِم السَّلَام وَمن الحَدِيث الَّذِي يُنكره قُلُوب المحقين مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فِي قَوْله عز وَجل {يُوفونَ بِالنذرِ} الْآيَات
قَالَ مرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعادهما عمومة الْعَرَب فَقَالُوا يَا أَبَا الْحسن لَو نذرت على ولديك نذرا وكل نذر لَيْسَ لَهُ وَفَاء فَلَيْسَ بِشَيْء فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ إِن برأَ ولداي صمت لله ثَلَاثَة أَيَّام شكرا وَقَالَت جَارِيَة لَهُم ثويبة إِن برأَ سيداي صمت لله تَعَالَى ثَلَاثَة أَيَّام شكرا وَقَالَت فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا مثل ذَلِك

الصفحة 244