كتاب المهيأ في كشف أسرار الموطأ (اسم الجزء: 1)

51 - أخبرنا مالك، أخبرني هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، أنه رَأى أباه يمسح على الخُفَّيْنِ على ظُهُورِهِما؛ لا يمسح بُطُونهما، قال: ثُم يرفع العمامة للمسح برأسه.
قال محمد: وبهذا كلِّه نأخُذُ، وهو قولُ أبي حنيفة، وَنَرى المسحَ للمقيم يومًا وليلة وثلاثة أيامٍ وليَاليها للمسافر.
وقال مالك بن أنس: لا يمسح المُقيم على الخُفَّيْنِ؛ وعامة هذه الآثار التي رَوَى مالكٌ في المسح إنما هي في المقيم، ثم قال: لا يمسح المقيم على الخُفَّيْن.
• محمد قال: حدثنا، كذا في نسخة، أخبرنا مالك، قال: ثنا، كذا في نسخة: أنا رمزًا إلى أخبرنا: أخبرني بالإِفراد هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، أي: عروة أنه أي: عروة رَأى أباه، أي: الزبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة، يمسح على الخُفَّيْنِ على ظُهُورِهِما؛ على ظهور الخفين فقط؛ لأن ظهر الخف محل لوجوب المسح اتفاقًا.
قوله: لا يمسح بُطُونهما، توكيد معنوي لقوله: على ظهورهما، قال علي رضي الله عنه: لو كان الدين بالرأي، لكان أسفل الخف أولى المسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ق 57) يمسح على ظاهر خفيه (¬1)، وقال المغيرة: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على ظهري الخفين (¬2)، كما قاله الزرقاني.
قال: أي: عروة، ثُم يرفع أي: الزبير بن العوام، العمامة بكسر العين فيمسح برأسه، أي: على كله أو بعضه.
وفي نسخة: قال: فرفع العمامة، فمسح برأسه.
¬__________
(51) صحيح، أخرجه: مالك (75).
(¬1) أخرجه: أبو داود (162)، وابن أبي شيبة (1/ 208)، والدارقطني في السنن (1/ 204)، والعلل (4/ 45)، والبيهقي في الكبرى (1428)، والصغرى (136).
(¬2) أخرجه: البخاري (182)، ومسلم (274)، وأبو داود (161)، والترمذي (100)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

الصفحة 128