كتاب المهيأ في كشف أسرار الموطأ (اسم الجزء: 1)

قال ابن عبد البر: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسلم تسليمة واحدة، من طرق معلومة لا تصح (¬1). لكن روي عن الخلفاء الأربعة: وابن عمر وأنس، وابن أبي أوفى، وجمع من التابعين، أنهم كانوا يسلمون واحدة، واختلفوا عن أكثرهم، فروي عنهم تسليمتان كما رويت الواحدة، والعمل المشهور المتواتر بالمدينة التسليمة الواحدة، ومثله يصح الاحتجاج به؛ لوقوعه في كل يوم مرارًا والحجة له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تسليمتين"، من وجوه كثيرة صحاح؛ كما قاله الزرقاني (¬2).
* * *

146 - أخبرنا مالك، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القَارِيِّ، أنه سمع عمر بن الخطاب على المنْبَرِ، يُعَلِّم الناس التشهد، يقول: قولوا: التحيَّات لله، الزَّاكيَات الطَّيِّبات الصَّلَوَات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله.
• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، رمزًا إلى حدثنا، وفي نسخة: محمد أخبرنا مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمير الأصبحي، من كبار أتباع التابعين، من الطبقة السابعة من أهل المدينة، عن ابن شهاب أي: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، من التابعين من الطبقة الرابعة، من أهل المدينة، عن عروة بن الزبير، أي: ابن العوام، من التابعين من الطبقة الثانية من أهل المدينة، كما قاله أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي - من علماء الحنبلية - في (طبقاته) (¬3)، عن عبد الرحمن بن عبدٍ بالتنوين القَارِيِّ،
¬__________
(¬1) انظر: شرح الزرقاني (1/ 273).
(¬2) انظر: شرح الزرقاني (1/ 273).
(146) أخرجه: مالك (203) وابن أبي شيبة (1/ 261)، وعبد الرزاق في مصنفه (3067)، والحاكم (979)، (981)، والشافعي في المسند (ص: 237)، والبيهقي في الكبرى (2655)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 261).
(¬3) انظر: صفة الصفوة (2/ 85).

الصفحة 292