كتاب الهداية في تخريج أحاديث البداية (اسم الجزء: 1)

الأندلس: (وإِنك إِن تعرّضت للمفاضلة بين العلماء فأخبرني: هل لكم في الفقه مثل عبد الملك بن حبيب الذي يُعمل بأقواله إلى الآن، ومثل أبي الوليد الباجي، ومثل أبي بكر بن العربي، ومثل أبي الوليد بن رشد الأكبر، ومثل أبي الوليد بن رشد الأصغر، وهو ابن ابن الأكبر؛ نجوم الإِسلام، ومصابيح شريعة محمَّد عليه السلام) (¬1).
* الحديث: وكان من جملة العلوم التي طلبها، وقد وصفه معاصره الضبي فقال: (فقيه حافظ) (¬2) وقال ابن العماد: (وتفقه وبرع وسمع الحديث) (¬3). ويشهد له بذلك كتاب البداية الذي نقوم بتخريج أحاديثه.
* الأصول: وقد وصفه به ابن فرحون فقال: (ودرس الفقه والأصول وعلم الكلام) (¬4)، كما ذكر المقري أن له كتابًا في الأصول فقال: (ولأبي الوليد بن رشد في أصول الفقه ما منه "مختصر المستصفى للغزالي") (¬5).
* علم الكلام: وهو من العلوم الشرعية التي امتزجت بالعلوم العقلية، وتعتمد في مبادئها على المنطق والفلسفة لإثبات العقائد الإسلامية، فلا غرو أن يخوض به ابن رشد وهو فيلسوف المسلمين، ليثبت به عقائد الدين بمبادئ العقل والمنطق، وقد ذكر نسبته إِليه كل من ترجموا له، يقول الصفدي: (وأقبل على علم الكلام، والفلسفة، وعلوم الأوائل حتى صار يضرب به المثل) (¬6). كما نسبه إِليه ابن فرحون فقال: (ودرس الفقه والأصول وعلم الكلام، ولم ينشأ
¬__________
(¬1) المصدر نفسه 3/ 192.
(¬2) الصفدي، الوافي بالوفيات 2/ 114.
(¬3) ابن العماد، شذرات الذهب 4/ 320.
(¬4) ابن فرحون، الديباج المذهب ص: 284.
(¬5) المقري: نفح الطيب 3/ 181، وابن فرحون، الديباج المذهب: 284.
(¬6) الصفدي، الوافي بالوفيات 2/ 115.

الصفحة 26