كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

الفصل الأول سفينة نوح (عليه السّلام)
ذكرت قصة سيدنا نوح عليه السلام في التوراة والإنجيل والقرآن. ولقد فصل القرآن الكريم هذه القصة في سورة خاصة اسمها سورة نوح «1»، وكذلك في آيات مباركات عديدات أخرى - ذكر كلمة نوح في الكتاب العزيز في 33 آية - بدءا من بعثته عليه السلام إلى قومه وتكذيبهم إياه، ومن ثم استمراره وصبره الطويل عليهم طيلة عمره الذي وصل إلى 950 عاما كما صرح القرآن الكريم:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وهُمْ ظالِمُونَ (14)، (العنكبوت: 14). وقد أثبت علميا أن الإنسان الأول كان أطول قامة وأطول عمرا من إنساننا الحالي لأسباب يطول شرحها.
وقد حاول عليه السلام طيلة هذه الفترة الطويلة أن يقنع قومه - وكانوا من أهل العراق القديم - أن اللّه تعالى هو خالقهم وهو الأولى بالعبادة، ولكنهم صدوه وحاربوه واستهزءوا به وبأصحابه، فحذرهم من عاقبة أمرهم هذا:
قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَاتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) (هود: 32). واستمر صابرا عليهم حتى أوحي إليه أنه لا أمل من قومه:
وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) (هود: 36). فدعا عليه السلام ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الكافرين:
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وقالُوا مَجْنُونٌ وازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) (القمر) .. قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي واتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ
___________________
(1) انظر القصة كاملة في الملحق (1).

الصفحة 11