كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (48) (هود: 48).
هذه التفاصيل ذكرت بعضها في الكتب السماوية الأخرى ولكن ليس بهذا الأسلوب الرائع وهذه الدقة، فمثلا ذكر العهد القديم أن السفينة استقرت على جبل آرارات الواقع شرق الأناضول والذي يقطنه أغلبية من الأرمن من سكان تركيا الحالية، بينما صرح القرآن الكريم أن الجبل هو الجودي والذي يقع في جنوب شرق الأناضول وكما سنوضح بالخرائط والصور. هنا يبرز سؤالين مهمين:
1. أيهما أدق؟.
2. هل هناك اختلاف والكتابين من عند اللّه تعالى؟.
قامت عدة فرق بحثية علمية من مختلف الجنسيات العالمية تدين الديانة النصرانية بتتبع هذه المسألة حتى حصل الاكتشاف الذي حيرهم. إذ اكتشفوا أن سفينة نوح عليه السلام وجدت لها آثار فوق جبل في تركيا ولكنه ليس جبل آرارات بل إنه جبل آخر اسمه جبل (الجودي)، فتحيروا وزادت حيرتهم وغضبهم معا عند ما علموا أن القرآن قد صرّح بهذا قبل مئات السنين، بل وأكد القرآن الكريم على أن السفينة بقيت وستبقى كآية ودليل على صدق القرآن الكريم وعلى قدرة اللّه تعالى في تعذيب الأقوام المكذبة والجاحدة، فهل من معتبر؟.
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وقالُوا مَجْنُونٌ وازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) ولَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) (القمر: 9 - 15).
فسأل سائل منهم قال (ما هذا القرآن؟)، فأجابه أحد القسيسين أنه كتاب اكتتبه رجل ادعى النبوة في جزيرة العرب أخذ كلامه من الإنجيل، فزاد عجب الرجل، إذ كيف يأخذه من الإنجيل وما موجود في الإنجيل فيما يتعلق بهذه المسألة لا يطابق الواقع الذي توصلوا إليه بالبحث المضني، بينما كان القرآن دقيقا في تحديد الواقعة والمكان. كيف

الصفحة 13