كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال: واللّه، ما علمي وعلمك في جنب علم اللّه إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر، عرفوه، فقالوا: عبد اللّه الصالح، قال: فقلنا لسعيد: خضر؟ قال: نعم، لا نحمله بأجر ف خَرَقَها ووتد فيها وتدا قالَ موسى أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قال مجاهد: منكرا قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ ولا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (73) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ، قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه، ثم ذبحه بالسكين قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً لم تعمل بالخبث، ابن عباس قرأها: (زكية زاكية مسلمة).
كقولك: غلاما زكيا، فانطلقا فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قال: بيده هكذا، ورفع يده فاستقام، قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً قال سعيد: أجرا نأكله وكانَ وَراءَهُمْ وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: (أمامهم)، ملك يزعمون، عن غير سعيد، أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول: يزعمون جيسور مَلِكٌ يَاخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً فإذا هي مرت به يدعها بعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها، منهم من يقول: سدوها بقارورة، ومنهم من يقول: بالقار فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ وكان كافرا فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وكُفْراً أي يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً لقوله أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً وأَقْرَبَ رُحْماً هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر، وزعم سعيد بن جبير: أنه ابن لا جارية، وأما داود بن أبي عاصم، فقال عن غير واحد: إنها جارية.
وقد رواه عبد الرزاق عن معمر، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خطب موسى بني إسرائيل، فقال: ما أحد أعلم باللّه وبأمره مني، فأمر

الصفحة 163