كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

أن يلقى هذا الرجل، فذكر نحو ما تقدم. وهكذا رواه محمد بن إسحاق عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عيينة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كنحو ما تقدم أيضا. ورواه العوفي عنه موقوفا. وقال الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس، أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فقال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، فهل سمعت من رسول اللّه فيه شيئا؟ قال: نعم، وذكر الحديث. وقد تقصينا طرق هذا الحديث وألفاظه، في تفسير سورة الكهف وللّه الحمد.
وقوله: وأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ قال السهيلي: وهما أصرم وصريم ابنا كاشح وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما قيل: كان ذهبا، قاله عكرمة.
وقيل: علما، قاله ابن عباس. والأشبه أنه كان لوحا من ذهب، مكتوبا فيه علم. قال البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا بشر بن المنذر، حدثنا الحرث بن عبد اللّه اليحصبي، عن عياش بن عباس الغساني، عن ابن حجيرة، عن أبي ذر رفعه، قال: إن الكنز الذي ذكر اللّه في كتابه لوح من الذهب مصمت: عجبت لمن أيقن بالقدر كيف نصب؟ وعجبت لمن ذكر النار لم ضحك؟ وعجبت لمن ذكر الموت كيف غفل؟ لا إله إلا اللّه. وهكذا روى عن الحسن البصري وعمر مولى عفرة وجعفر الصادق نحو هذا.
وقوله: وكانَ أَبُوهُما صالِحاً وقد قيل: إنه كان الأب السابع، وقيل: العاشر، وعلى كل تقدير فيه دلالة على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، فاللّه المستعان.
وقوله: رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ دليل على أنه كان نبيا، وأنه ما فعل شيئا من تلقاء نفسه، بل بأمر ربه، فهو نبي، وقيل: رسول، وقيل: ولي، وأغرب من هذا من قال:
كان ملكا، قلت: وقد أغرب جدا من قال: هو ابن فرعون، وقيل: إنه ابن الضحاك الذي ملك الدنيا ألف سنة، قال ابن جرير: والذي عليه جمهور أهل الكتاب: أنه كان في زمن أفريدون، ويقال: إنه كان على مقدمة ذي القرنين، الذي قيل إنه كان أفريدون، وذو الفرس هو الذي كان في زمن الخليل، وزعموا: أنه شرب من ماء الحياة فخلد، وهو

الصفحة 164