كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

السابقة من تدخل البشر وتحريفهم لها، فهذه هي طبيعة البشر وديدنهم في تحوير القوانين حتى السماوية منها وفق أهواءهم وشهواتهم رغم تحذير الأنبياء عليهم السلام لهم من مغبة ذلك، فالأنبياء عليهم السلام يبلغون رسالات ربهم للناس، ولكن الناس هم الذين يحرفون كلام اللّه وتعاليمه ويزيدون وينقصون في كتبه المنزلة عليهم حسب أهواءهم، وهذا بالضبط ما حصل للتوراة والإنجيل. وقد صرح القرآن الكريم بهذه الحقيقة موبخا أصحابها ومتوعدا إياهم بالويل والثبور:
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ووَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)، (البقرة: 79).
أما القرآن الكريم فلا يمكن أن يتبدل ويحرف رغم كل محاولات اليهود القديمة والحديثة بذلك، كيف لا وقد تعهد بحفظه الرحمن الرحيم الذي أنزله على رسوله:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9) (الحجر: 9).

الصفحة 19