كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

حِطَّةٌ الواو هنا حالية لا عاطفة، أي ادخلوا سجدا في حال قولكم: حطة. قال ابن عباس وعطاء والحسن وقتادة والربيع: أمروا أن يستغفروا.
قال البخاري: حدثنا محمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: (قيل لبني إسرائيل:
ادخلوا الباب سجدا، وقولوا: حطة، فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدلوا، وقالوا:
حطة حبة في شعرة). وكذا رواه النسائي من حديث ابن المبارك ببعضه. ورواه عن محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم عن ابن مهدي به، موقوفا. وقد قال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: (قال اللّه لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا، وقولوا حطة، نغفر لكم خطاياكم، فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على استاههم، فقالوا: حبة في شعرة). ورواه البخاري ومسلم والترمذي من حديث عبد الرزاق، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال محمد بن إسحاق: كان تبديلهم كما حدثني صالح بن كيسان، عن صالح، مولى التوأمة، عن أبي هريرة، وعمن لا أتهم عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال:
(دخلوا الباب الذى أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على استاههم، وهم يقولون:
حنطة في شعيرة). وقال أسباط عن السدي، عن مرة، عن ابن مسعود، قال في قوله:
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ قال: قالوا: (هطى سقاثا أزمة مزبا)، فهى في العربية: (حبة حنطة، حمراء، مثقوبة، فيها شعرة سوداء). وقد ذكر اللّه تعالى أنه عاقبهم على هذه المخالفة، بإرسال الرجز الذى أنزله عليهم، وهو الطاعون. كما ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عامر بن سعد، ومن حديث مالك عن محمد بن المنكدر، وسالم أبي النضر عن عامر بن سعد، عن أسامة بن زيد، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: (إن هذا الوجع، أو السقم، رجز عذب به بعض الأمم قبلكم). وروى النسائي وابن أبي حاتم وهذا لفظه من حديث الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه وأسامة بن زيد وخزيمة بن

الصفحة 202