كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)
للمنطقة حول مدينة سدوم مرتبة بشكل معين معاكس للطبقات التي تحويها المنطقة المحيطة بقرية سدوم وبتسلسل معاكس تماما، كما وأن امرأة لوط التي حنطت أثناء التفاتها لا يزال تمثالها شاخصا واقفا لحد الآن يتحدى المعاندين والمكابرين. وقد قام فريق بحثي أمريكي مؤخرا بدراسة المنطقة جيولوجيا، وتبين له أن طبقات الأرض معكوسة تماما في تلك المنطقة الواقعة قرب البحر الميت في الأردن، وكذلك وجدت امرأة سيدنا لوط عليه السلام وهي واقفة محنطة على شكل حجر بهيئته البشرية، وذلك عند ما استدارت لتنظر ما ذا حدث لقومها عند ما أخذتهم الصيحة مشرقين عند خروج لوط بأهله كما أمر، وهذا كله مصور بفيلم علمي عرض على شاشات التلفاز في العالم كله، وهو مصداق لقوله تعالى:
قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ولا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) (هود: 81).
وقد ذكر القرآن الكريم هذه القصة مرارا مذكرا قريش الذين عاندوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بأن لهم في هذه القصة وتمثال امرأة لوط العبر الكافية بأنهم قد ينالوا نفس العقاب إذا ما عاندوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وهذا التحدي نفسه لا يزال قائما على صحة القرآن وصدق حقيقة وفلسفة وجود الإنسان حتى قيام الساعة.
إذن، فالإعجاز القرآني في مجال الجيولوجيا واضح بيّن هنا فضلا عن الجانب الآثاري والتأريخي، وهو قوله تعالى: ... عالِيَها سافِلَها ... (هود: 82، والحجر: 74)، والتي تبين أن طبقات الأرض في المنطقة قد عكست أي جعلت بتدرج معاكس لما حولها «1».
_______________
(1) يراجع كتابنا المنظار الهندسي للقرآن الكريم، دار المسيرة، عمان، 1421 ه - 2001 م.