كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

الفصل الثالث جثة فرعون مصر «1»
ثم تأتي قصة فرعون المعروفة وتحديه لسيدنا موسى عليه السلام حتى أغرقه اللّه في البحر الأحمر بعد أن جيش جيشا لاحق به سيدنا موسى عليه السلام ومن آمن معه لكي ينالوا منهم وعند ما وصل القوم إلى البحر الأحمر والجيش وراءهم ظنوا أنهم هالكون إلا أن سيدنا موسى دعا اللّه أن ينجيهم، ففتح اللّه البحر لهم نصفين من الماء كل نصف كالجبل الكبير وعبر موسى عليه السلام ومن معه في ممر يابس غير مبلل أو رطب: ولَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً ولا تَخْشى (77)، (سورة طه: 77)، فحاول فرعون ومن معه اللحاق بهم حتى اذا عبر قوم موسى كلهم أطبق البحر على جيش فرعون وغرقوا كلهم وطافت جثة فرعون على البحر ثم أخذت وحنطت وهذا ما ذكره القرآن الكريم فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (92)، (يونس: 92). وقد كان هذا الفرعون المقصود بالآية مجهولا حتى اكتشف مؤخرا أن الفرعون المحنط في متاحف القاهرة في أنفه حبات رمل عند ما أخذت وفحصت وجد أنها من حبات رمل البحر الأحمر وهو البحر الذي عبر به موسى مع قومه من مصر إلى الشام.
_______________
(1) راجع قصة سيدنا موسى عليه السّلام كاملة في الملحق (3).

الصفحة 22