كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)
رمتهم العرب عن قوس واحدة وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا أ ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا اللّه فنزلت الآية وكذلك روى ابن أبي حاتم. وقال البراء نزلت هذه الآية ونحن في خوف شديد أي قوله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ .. ، هكذا كان حال الصحابة أيام أن وعدهم اللّه ما وعد وما أعجل تحقق هذا الوعد الإلهي رغم هذه الحال المنافية في العادة لما وعد فدالت الدولة لهم واستخلفهم في أقطار الأرض وأورثهم ملك كسرى وقيصر ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وأبدلهم من بعد خوفهم أمنا، يا لها نبوءة تأبى عادة أن يتحدث بها إلا من يملك تحقيقها ومن يخرق إن شاء عادات الكون ونواميسه من أجلها إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7)، ولَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
2. التبيان في إعراب القرآن (ج 2/ ص 159
قوله تعالى .. كَمَا اسْتَخْلَفَ .. ، نعت لمصدر محذوف أي استخلافا كما استخلف قوله تعالى يعبدونني في موضع الحال من ضمير الفاعل في .. لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ .. ، أو من الضمير في ليبدلنهم لا يشركون يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى وأن يكون حالا من الفاعل في يعبدونني أي يعبدونني موحدين.
3. تفسير البيضاوي (ج 4/ ص 197 - 198)
وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات خطاب للرسول صلّى اللّه عليه وسلم وللأمة أوله ولمن معه ومن للبيان ... لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... ، أي ليجعلنهم خلفاء متصرفين في الأرض تصرف الملوك في مماليكهم وهو جواب قسم مضمر تقديره وعدهم اللّه وأقسم ليستخلفنّهم أو الوعد في تحقيقه منزل منزلة القسم كما استخلف الذين من قبلهم يعني بني إسرائيل استخلفهم في مصر والشام ببعد الجبابرة وقرأ أبو بكر بضم التاء وكسر اللام وإذا ابتدأ ضم الألف والباقون بفتحهما وإذا ابتدءوا كسروا الألف وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وهو الإسلام بالتقوية والتثبيت ... ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ .. ،