كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة السلسلة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
لن آتي بجديد إذا ما قلت إن السبق العلمي والإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم والسنة المطهرة هو أوسع من أن يكون مجرد إشارات في آيات مباركات تعطي حقائق علمية ظهرت في عصر التكنولوجيا الحاضر، وكأن اللّه تعالى يتحدى الخلق كما تحدى أهل اللغة في عصر الرسالة الأول أن يأتوا بسورة من مثله.
ورغم أن آيات الإعجاز تصل من حيث العدد إلى حوالي خمس القرآن (أكثر من ألف آية)، إلا أن عملية تعداد آيات الإعجاز بمعناه الشمولي لهو من العسر بمكان لأنه لا تكاد آية قرآنية واحدة تخلو منه.
هناك كتب كثيرة تحدثت بوجه العموم، كما وأن بعضها تخصصي أخذ جانبا واحدا من جوانب العلم كالطب والهندسة الوراثية والأحلام والجيولوجيا والفلك والرياضيات وغيرها فضلا عن المؤتمرات والمجلات والمطبوعات والصحف والحلقات المرئية والمسموعة والبحوث والمقالات العديدة التي أجريت وكتبت في مختلف أنحاء العالم. وكان جراء كل هذه البركات إسلام عدد كبير من علماء الغرب من كافة الاختصاصات، كان 30 منهم فقط في مؤتمر الإعجاز العلمي العالمي الخامس الذي عقد في قاعة غورباتشوف بموسكو عام 1993 م، ليشكل صفعة كبيرة توجه لأعداء اللّه مصداقا لقول اللّه تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ، بِالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ، عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)، (التوبة: 33). وقوله صلّى اللّه عليه وسلم في الحديث الذي يرويه لنا سيدنا علي رضي اللّه عنه: (ألا إنّها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول اللّه قال كتاب اللّه فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبّار قصمه اللّه ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه

الصفحة 5