كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

الملحق (1) قصة نوح عليه السلام «1»
هو: نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس، بن يرد بن مهلائيل بن قينن ابن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام، كان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة، فيما ذكره ابن جرير وغيره، وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة، وكان بينهما عشرة قرون، كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه حدثنا محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، سمعت أبا سلام سمعت أبا أمامة، أن رجلا قال: يا رسول اللّه، أ نبي كان آدم؟ قال: (نعم مكلم)، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: (عشرة قرون).
قلت: وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه.
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام. فإن كان المراد بالقرن مائة سنة كما هو المتبادر عند كثير من الناس فبينهما ألف سنة لا محالة، لكن لا ينفي أن يكون أكثر، باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام، إذ قد يكون بينهما قرون أخرى متأخرة لم يكونوا على الإسلام، لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون، وزادنا ابن عباس: أنهم كلهم كانوا على الإسلام، وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب أن قابيل وبنيه عبدوا النار، واللّه أعلم.
وإن كان المراد بالقرن الجيل من الناس كما في قوله تعالى: وكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17)، (الإسراء: 17)،
______________________________
(1) موسوعة الدكتور طارق السويدان، قصص الأنبياء، قرص مدمج.

الصفحة 51