كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)

ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن ما سيذكر في المسلسل هو كل ما موجود من سبق قرآني لعلوم العصر الراهن، لأن القول بهذا هو عدم الإدراك لمفهوم الإعجاز القرآني الذي لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء. ولكن لنا أن نقول بأنه قبسات أو ومضات من نور هذا الكتاب الذي شرفت هذه الأمة به، لذلك ارتأيت تسمية هذه السلسلة بهذا الاسم (ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية)، وهي تشمل ومضة هنا وأخرى هناك من علم القرآن الواسع في علوم عصرنا الراهن المليء بالمكتشفات والحقائق المذهلة، وكأن اللّه تعالى قد أذن لنا بأن نصل لهذه المكتشفات ليقول للبشرية إن ما وصلتم إليه بإذني قد أنزلته عليكم بكتابي فآمنوا به مصداقا لقوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَولَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ، عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)، (فصلت: 53).
لم أقصد من كتابة هذا المسلسل التدخل في اختصاصات ليست لي، وإنما أردت منه توجيه عناية القارئ الكريم إلى تطابق كون اللّه المنظور وكونه المقروء (القرآن الكريم) من جهة، وكذلك ليتعرف القارئ الكريم على عظمة علوم القرآن وسبقه المذهل وتطرقه للعلوم المختلفة على شكل أمثال وإشارات وقصص. وكان كل ذلك اعتمادا على بحوث ودراسات قام بها باحثون واختصاصيون عديدون كل في مجال عمله وتخصصه جزاهم اللّه تعالى كل الخير عن دينه وكتابه وسنة حبيبه صلّى اللّه عليه وسلم.
تم اختيار حقول علمية مختلفة كالآثار والتاريخ، المادة والطاقة، علوم الفلك، علوم الأرض، البحار والمياه، السحب والرياح، النبات، الحشرات والحيوانات، علوم الطب، الهندسة الوراثية والاستنساخ وعلم الأجنة، الصيدلة والأمراض، علم النفس، الأحلام والباراسايكولوجي، الاقتصاد والاجتماع، وأيضا السبق القرآني والنبوي في ما سيكون من أمر آخر الزمان وأهوال القيامة ... وكل ذلك مكتوب بشكل علمي رصين وأسلوب ميسر ومشوق معزز بصور فوتوغرافية وخرائط، ولكنه يظل غيضا من فيض ونقطة في بحر محيط ليس له نهاية من إعجاز هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه حتى قيام الساعة.
يأتي هذا المسلسل بعد كتابي (المنظار الهندسي في القرآن الكريم - 850 صفحة)

الصفحة 7