كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 1)
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى؟ قال: (أوفاهما وأبرهما). قال: وإن سئلت أي المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما. وقد رواه البزار وابن أبي حاتم من طريق عبد اللّه بن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن على بن رباح، عن عتبة بن النذر أن رسول اللّه قال: (إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وطعام بطنه، فلما وفي الأجل)، قيل: يا رسول اللّه، أي الأجلين؟ قال: (أبرهما وأوفاهما)، فلما أراد فراق شعيب سأل امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت من غنمه من قالب لون من ولد ذلك العام، وكانت غنمه سودا حسانا، فانطلق موسى عليه السلام إلى عصا قسمها من طرفها، ثم وضعها في أدنى الحوض، ثم أوردها فسقاها، ووقف موسى عليه السّلام بإزاء الحوض، فلم يصدر منها شاة إلا ضرب جنبها شاة شاة، قال: فأتأمت، وآنثت، ووضعت كلها قوالب ألوان، إلا شاة أو شاتين ليس فيها فشوش، ولا ضبوب، ولا عزوز، ولا ثعول، ولا كموش تفوت الكف)، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: (لو اقتحمتم الشام وجدتم بقايا تلك الغنم). وهى السامرية.
قال ابن لهيعة: الفشوش: واسعة السخب، والضبوب: طويلة الضرع تجره، والعزوز:
ضيقة السخب، والثعول: الصغيرة الضرع كالحلمتين، والكموش: التي لا يحكم الكف على ضرعها لصغره. وفي صحة رفع هذا الحديث نظر، وقد يكون موقوفا.
كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، قال: (لما دعا نبي اللّه موسى عليه السّلام صاحبه إلى الأجل الذى كان بينهما، قال له صاحبه: كل شاة ولدت على لونها فلك ولدها، فعمد فوضع خيالا على الماء، فلما رأت الخيال فزعت، فجالت جولة، فولدن كلهن بلقا، إلا شاة واحدة، فذهب بأولادهن ذلك العام). وهذا إسناد رجاله ثقات واللّه أعلم. وقد تقدم عن نقل أهل الكتاب عن يعقوب عليه السّلام حين فارق خاله لابان أنه أطلق له ما يولد من غنمه بلقا، ففعل نحو ما ذكر عن موسى عليه السّلام، فاللّه أعلم.
وتسير بنا سورة القصص لتكمل القصص:* فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وسارَ