كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 1)

أَلفَيْنِ وَثَلَاث مائَة سَرَاوِيل من صنوف الثِّيَاب، مَا أصلح فِي أَحدهَا تكة، سوى مَا اسْتعْمل فِي اللّبْس، على أَن النَّاس يقلون اتِّخَاذ السراويلات فِي كساهم.
فاعتذرت إِلَيْهِ بِمَا حضرني من القَوْل فِي هَذَا، وَفِي جَمِيع مَا تضمنته القصيدة، فَقبل القَوْل، وَبسط الْعذر، وَأظْهر الصفح.
وَقَالَ: قد دللتنا على مَا احتجنا إِلَيْهِ، من معرفَة أَمر نصر بن شبث، أفتستحسن الْقعُود عَنَّا فِي حربه.
وَلَا يكون لَك فِي الظفر بِهِ أثر يشاكل إرشادك لوجوه مطالبه؟ فاعتذرت إِلَيْهِ بِلُزُوم ضيعتي ومنزلي، وعجزي عَن السّفر للقصور عَن آلَته.
فَقَالَ: نكفيك ذَلِك، وتقبله منا، ودعا بِصَاحِب دوابه، فَأمره بإحضار خَمْسَة مراكب من الْخَيل الهماليج بسروجها ولجمها المحلاة، وبثلاث دَوَاب من دَوَاب الشاكرية، وَخَمْسَة أبغل من بغال الثّقل، وَأمر صَاحب كسوته بإحضار خَمْسَة تخوت من أَصْنَاف الثِّيَاب الفاخرة، وَأمر خازنه بإحضار خمس بدر دَرَاهِم، فأحضر جَمِيع ذَلِك، وَوضع على الدّكان الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ جَالِسا بِبَاب الْحصن.
ثمَّ قَالَ لي: كم مُدَّة تأخرك عَنَّا إِلَى أَن تلْحق بِنَا؟ فقربت الْموعد، فَقَامَ ليركب، فابتدرت إِلَى يَده لأقبلها، فَمَنَعَنِي، وَركب، وَسَار الْجَيْش مَعَه، وَمَا ترك أحدا ينزل، وَكفى الله مئونتهم، وَخرجت السَّوْدَاء، فنقلت الثِّيَاب والبدر، وَأخذ الغلمان الكراع، وَمَا لقِيت عبد الله بعْدهَا.
قَالَ: عِيسَى بن فرخان شاه: فأقمت عِنْد مُحَمَّد بن يزِيد يومي وليلتي،

الصفحة 349