كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 1)

وَمن العناء رياضة الْهَرم
وَذكر ابْن الْجراح عَبدُوس فِي كتاب الوزراء: أَن عَاملا للمنصور على فلسطين كتب إِلَيْهِ: أَن بعض أَهلهَا وثب عَلَيْهِ، واستغوى جمَاعَة مِنْهُم، وعاث فِي الْعَمَل.
فَكتب إِلَيْهِ الْمَنْصُور: أَن قَيده، وأنفذه إِلَيّ، فأنفذه.
فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ، قَالَ: الْمَنْصُور: أَنْت المتوثب على عَامل أَمِير الْمُؤمنِينَ، لأبرين لحمك من عظمك، وَكَانَ شَيخا كَبِيرا، ضئيل الصَّوْت، فَقَالَ:
أتروض عرسك بَعْدَمَا هرمت ... وَمن العناء رياضة الْهَرم
فَلم يفهم الْمَنْصُور مَا قَالَ، فَقَالَ: مَا يَقُول يَا ربيع؟ قَالَ: إِنَّه يَقُول:
العَبْد عبد كم وَالْمَال مالكم ... فَهَل عذابك عني الْيَوْم مَصْرُوف
قَالَ: يَا ربيع قد عَفَوْت عَنهُ، خلوا سَبيله، وَأحسن إِلَيْهِ.

الصفحة 376