كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 1)

الْمَأْمُون يرضى عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي
حَدثنِي أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ، قَالَ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مزِيد بن أبي الْأَزْهَر، وَالْحُسَيْن بن يحيى، عَن حَمَّاد بن إِسْحَاق الْموصِلِي، عَن أَبِيه، قَالَ: أَبُو الْفرج، وَأَخْبرنِي يحيى بن عَليّ بن يحيى المنجم، عَن أَبِيه، عَن إِسْحَاق، قَالَ: أَقَامَ الْمَأْمُون بعد دُخُوله بَغْدَاد عشْرين شهرا، وَلم يسمع حرفا من الأغاني، ثمَّ كَانَ أول من تغنى بِحَضْرَتِهِ أَبُو عِيسَى بن الرشيد أول مرّة، ثمَّ واظب على السماع متسترا، متشبها بالرشيد فِي أول أمره، فَأَقَامَ الْمَأْمُون كَذَلِك أَربع سِنِين، ثمَّ ظهر للندماء والمغنين.
قَالَ: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي: وَكَانَ حِين أحب السماع، سَأَلَ عني، فجرحت بِحَضْرَتِهِ، وَقَالَ الطاعن عَليّ: مَا يَقُول أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي رجل يتيه على الْخُلَفَاء، مَا بَقِي هَذَا من التيه شَيْئا إِلَّا اسْتَعْملهُ.
فَأمْسك عَن ذكري، وجفاني من كَانَ يصلني لسوء رَأْيه فِي، فأضر ذَلِك بِي، حَتَّى جَاءَنِي عُلْوِيَّهُ يَوْمًا، فَقَالَ لي: أتأذن لي فِي ذكرك

الصفحة 402