كتاب التمهيد في أصول الفقه (اسم الجزء: 1)

قال الشيخ رحمه الله (تعالى): ينبغي أن يعرف ما الحد، ولأن ما يتوصل به إلى معرفة الأشياء لابد أن يعرف ما هو وما حده وما صفته.
٢٤ - وقد عبر عنه بعبارات أحدها أنه قيل: "هو قول ٥ ب/ ((وجيز)) يدل على جنس الشيء يحيط به إحاطة لا يمكن أن يدخل إليه من غيره ولا يخرج عنه ما هو منه".
ومن هذا سمي حدود الضيعة لأنها لا يخرج منها إلى غيرها ولا يدخل إليه من غيرها، ولذلك سمي البواب حداداً لأنه لا يمكن أن يدخل الدار أحد من غير أهلها، ولذلك سمي الحديد حديداً لأنه يغطي ما تحته ويمنع أن يصل إليه ما ليس منه وأن يخرج عنه شيء منه. وسميت الحدود حدوداً لأنها تمنع من إيقاع فعل محظور.
٢٥ - وقد قيل: "هو قول يدل على طبيعة الشيء مميزاً له عما سواه". مثل أن يقول: "حيوان منتصب القامة ضحاك"، فإن هذا صفة الآدمي فلو قلنا: "حيوان" دخل فيه سائر

الصفحة 34