كتاب التمهيد في أصول الفقه (اسم الجزء: 1)

٤٨ - ووجه ما اختاره شيخنا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}. أي عقل، فعبّر بالقلب عن العقل لأنه محله، وقد يعبر بالشيء عن الشيء لأجل مجاورته.
والدليل عليه أنّا نسمي النجو غائطاً، وإن كان هذا اسم لمحل الغائط وهي الأرض المنخفضة، وإنما لأجل المجاورة سمي به. وكذلك تسمى المزادة راوية وإن كان هذا اسم الجمل وإنما سمي لأجل المجاورة.
وأيضاً قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}.
فجعل العقل في القلب.
وأيضاً قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٨ أ/ الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} أي يتغطى على العقل الذي في الصدر.
وأيضاً قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}.
والفقه هو العلم والفهم والمعرفة، وهذه الأشياء هي العقل.

الصفحة 49