كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 1)

أما بعدُ:
فإن القرآنَ العظيمَ هو مَأْدُبَةُ اللَّهِ (عز وجل) (¬1)،فيه نَبَأُ ما قَبْلَنَا، وخبرُ ما بَعْدَنَا، وهو حَبْلُ اللَّهِ المتينُ، والذكرُ الحكيمُ، وهو الفصلُ ليس بالهزلِ، مَنْ تَرَكَهُ من جبارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، ومن ابْتَغَى الْهُدَى في غيرِه أَضَلَّهُ اللَّهُ، وهو الصراطُ المستقيمُ الذي لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا تلتبسُ به الألسنةُ، ولا تَشْبَعُ منه العلماءُ، ولا يَخْلَقُ على كثرةِ الردِّ، ولا تنقضي عجائبُه، مَنْ قال به صَدَقَ، ومن عَمِلَ به أُجِرَ، ومن حَكَمَ به عَدَلَ، ومن دَعَا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ (¬2).
ولقد بَيَّنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حروفَ القرآنِ كما بَيَّنَ ما قد يَخْفَى من
¬_________
(¬1) اقتباس من أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه ابن المبارك في الزهد ص272، وعبد الرزاق في المصنف (5998، 6017)، (3/ 368، 375)، وسعيد بن منصور (التفسير)، (7)، (1/ 43)، والدارمي (3310، 3318)، (2/ 308، 310)، وابن نصر في قيام الليل (المختصر ص173)، والفريابي في فضائل القرآن (41، 59)، ص152، 166، والطبراني في الكبير (9/ 138)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 130 - 131)، وتاريخ أصبهان (2/ 242)،والرازي في فضائل القرآن (31)، ص 74، والبيهقي في السنن الصغير (944)، (1/ 333)،والشعب (1786، 1832)، (4/ 493، 549)، وابن منده في الرد على من يقول (آلم) حرف (9)، ص 48، والشجري في الأمالي (ترتيب الأمالي)، (447، 576)، (1/ 116، 155)،والبغوي في التفسير (1/ 32). موقوفاً.

وقد رُوي مرفوعًا: أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (7)، (1/ 240)، وابن أبي شيبة في المسند (376)، (1/ 251)، والمصنف (10056)، (10/ 482)، وابن نصر في قيام الليل (المختصر ص171)، وابن حبان في المجروحين (1/ 100)، والآجري في أخلاق أهل القرآن (11)، ص52، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (647)، (4/ 252)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (202)، ص69، والحاكم في المستدرك (1/ 555) , وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 248)، والرازي في فضائل القرآن (30)، ص73، 75، والبيهقي في السنن الصغير (943)، (1/ 333)، والشعب (1786، 1832)، (4/ 493،549)، والخطيب في الجامع (79)، (1/ 107)، وابن منده في الرد على من يقول (آلم) حرف (11)، ص50، والشجري في الأمالي (ترتيب الأمالي) (427)، (1/ 111)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (145)، (1/ 101).قال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ (303)، ص130: ((رواه إبراهيم بن مسلم الهجري ... وإبراهيم هذا ليس بشيء في الحديث)) ا. هـ.
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (145)، (1/ 102): ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشبه أن يكون من كلام ابن مسعود. قال ابن معين: إبراهيم الهجري ليس حديثه بشيء)) ا. هـ.
وقال الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص46 بعد أن ساق الحديث من رواية أبي عبيد في فضائل القرآن: ((هذا غريب من هذا الوجه، ورواه محمد بن فضيل عن أبي إسحاق الهجري ... وهو أحد التابعين، لكن تكلموا فيه كثيراً، وقال أبو حاتم الرازي: لين ليس بالقوي. وقال أبو الفتح الأزدي: رفاع كثير الوهم.
قلت: فيحتمل - والله أعلم -أن يكون وهم في رفع هذا الحديث، وإنما هو من كلام ابن مسعود، ولكن له شاهد من وجه آخر، والله أعلم)) ا. هـ.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (5949)، (6/ 5950): ((رواه الحاكم من طريق صالح بن عمر، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عنه به، وقال: تفرد به صالح بن عمر عنه به، وهو صحيح. كذا قال! وليس كما زعم؛ فإن إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف، وصالح بن عمر لم يتفرد به عن الهجري فقد تابعه عليه أبو معاوية الضرير محمد بن خازم، كما رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة)) ا. هـ.
وأورده الألباني في الضعيفة (6842)، (14/ 785) وفي ضعيف الترغيب (867) (1/ 216) وصحح وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه.
(¬2) اقتباس من حديث يروى عن علي رضي الله عنه مرفوعاً، أخرجه الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن، حديث رقم: (2906)، (5/ 172)، وابن أبي شيبة في المصنف (10056)، (10/ 482)، وأحمد (1/ 91)، والدارمي (3334، 3335)، (2/ 312، 313)، والبزار (836)، (3/ 71)، وابن نصر في قيام الليل (المختصر ص157)، والفريابي في فضائل القرآن (82،81،80،79) ص182 - 187، وأبو يعلى (367)، (1/ 302)، والطبراني في الكبير (20/ 84)، وابن عدي في الكامل (4/ 1320)، وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (1995، 2000)، (3/ 60، 63)، والبيهقي في الشعب (1788)، (4/ 496)، والشجري في الأمالي (ترتيب الأمالي) (461)، (1/ 120)، والبغوي في شرح السنة (1181)، (4/ 437)، وفي التفسير (1/ 31)، والمزي في تهذيب الكمال (34/ 267).
قال الترمذي (5/ 172): ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال)) ا. هـ.
وعقب عليه الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص10 بقوله: ((لم ينفرد بروايته حمزة بن حبيب الزيات ... والحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلموا فيه، بل قد كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما أنه تعمد الكذب في الحديث فلا، والله أعلم. وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح، على أنه قد روي له شاهد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم)) ا. هـ.

وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2/ 88): ((إسناده ضعيف جداً، من أجل الحارث الأعور. ثم الظاهر أنه منقطع ... )) ا. هـ. وضعفه الألباني، كما في الضعيفة (6393)، (13/ 883).

الصفحة 12