كتاب أحكام القرآن لابن الفرس (اسم الجزء: 1)

المسلمين بل المهاجرين. وهذا وإن كان كما قال فمجملها على العموم في كل من كانت صفته على هذا أولى لأنه لفظ عام ورد على سبب وفيه خلاف بين الأصوليين.
قوله تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} [البقرة: 273] يريد بالجاهل، الجاهل بهم.
وقوله: {تعرفهم بسيماهم} [البقرة: 273].
اختلف في السيما ما هي؟ فقال السدي: أثر الفاقة والحاجة. وقال ابن زيد: رثاثة الثياب. وقال مجاهد: التواضع والخشوع. وهذه الأقوال على جهة التمثيل، فكل ما تعرف به أحوالهم، فهو داخل تحت قوله {تعرفهم بسيماهم}. قال بعضهم: وهذه الآية تدل على أن اسم الفقير يجوز أن يطلق على من له كسوة ذات قيمة، ولا يمنع ذلك من إعطائه الزكاة. وهذا مما اتفق العلماء عليه، بل قد قال مالك: يعطى من الزكاة من له مسكن وخادم ولا فضل فيهما. وقال ابن شعبان عن أبي حنيفة أنه: يعطى من له دار وخادم ويساويان عشرة آلاف. وقاله الثوري. وفي ((الموطأ)) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطوا السائل وإن جاء على فرس)) وهذا يدل على

الصفحة 396