كتاب أحكام القرآن لابن الفرس (اسم الجزء: 1)

المذهب]. وقوله -عليه السلام-: ((ولا لي مرة سوي)) قال الطحاوي: إنما هذل في الصحيح الذي يقصد التكثر بما يأخذ. واحتج بعضهم أيضًا على أن الفقير أسوأ حالًا من المسكين بقوله تعالى: {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله} [البقرة: 273] وبقوله تعالى {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} [الكهف: 79] قال أبو الحسن: ولما قال تعالى: {تعرفهم بسيماهم} دل على أن المراد بالسيما حال من يظهر عليه، حتى إذا رأينا ميتًا في دار الإسلام وعليه زنار وهو غير مختون، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ويقدم [ذلك] على حكم الدار في قول أكثر العلماء. ومثله قوله تعالى: {فلتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول} [محمد: 30].
وقد اختلف عندنا في المذهب إو وجد المذكور مختونًا ففي ((كتاب)) ابن حبيب: أنه لا يصلي عليه لأن النصارى قد يختتنون. وقال ابن وهب: يصلي عليه.
قوله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافا} [البقرة: 273].
اختلف المفسرون فيه، فقيل: يسألون ولا يلحفون، وقيل: إنهم لا يسألون أصلًا، أي لا يكون منهم سؤال فيكون منهم إلحاف كما قال:
على لاحب لا يهتدي بمناره ... . . . . . . . . . . . . . . .

الصفحة 399