كتاب شرح رياض الصالحين (اسم الجزء: 1)

الشخص؛ ورأي أنه يميل إلي أحد الأمرين، أو أحد الرأيين ذهب يشير عليه به.
ويقول: أنا أحب أن أوافق الذي يري أنه يناسبه؛ وهذا خطأ عظيم، بل خيانة. والواجب إذا أستشار: أن تقول له ما تري أنه حق، وأنه نافع، سواء أرضاه أم لم يرضه، وأنت إذا فعلت هذا كنت ناصحاً وأديت ما عليك، ثم إن أخذ هـ، وراي أنه صواب قذاك، وإن لم يأخذ به فقد برئت ذمتك، بل خيانة، مع أنك ربما تستنتج شيئاً خطأ، قد تستنتج أنه يريد كذا، وهو لا يريده فتكون خسرانا من وجهين:
الوجه الأول: من جهة الفهم السيء.
الوجه الثاني: من جهة القصد السيء.
وفي قول الرسول عليه الصلاة والسلام ((لا)) دليل علي أنه لا حرج أن يستعمل الإنسان كلمة ((لا)) وليس فيها شيء.

فالنبي عليه الصلاة والسلام استعمل كلمة ((لا)) ومن ذلك أن جابراً- رضي الله عنه - لما أعيا جملة ولحقه النبي عليه الصلاة والسلام، لأن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام- لأنه راعي أمته- أنه يمشي في الآخر، لا يمشي قدامهم؛ بل يمشي وراءهم، لأجل أنه إذا احتاج أحد إلي شيء؛ يساعده عليه الصلاة والسلام، فانظر إلي التواضع وحسن الرعاية.
((لحق جابراً - وكان جملة قد اعيا - لا يمشي _ فضرب النبي صلي الله عليه وسلم

الصفحة 55