كتاب شرح رياض الصالحين (اسم الجزء: 1)

كل ما ينفق حتى لا يكون له في ذلك أجر. كل شيء تنفقه صغيراً كان أم كبيراً، على نفسك أو على أهلك أو على أصحابك أو على أي واحد من الناس؛ إذا ابتغيت به وجه الله أثابك الله على ذلك. وقوله: ((لكن البائس سعد بن خولة..)) سعد بن خولة - رضي الله عنه - من المهاجرين الذين هاجروا من مكة ولكن الله قدر أن يموت فيها؛ فمات فيها، فرثي له النبي عليه الصلاة والسلام؛ أي: توجع له أن مات بمكة؛ وقد كانوا يكرهون للمهاجر أن يموت في الأرض التي هاجر منها.
هذا ما تيسر من الكلام على هذا الحديث، والمؤلف- رحمه الله تعالي- ذكره في باب النية؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال لسعد: ((إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة)) وقال له: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها)) فأشار في هذا الحديث إلي الإخلاص في كون الإنسان يبتغي بعمله وبإنفاق ماله وجه الله؛ حتى ينال على ذلك الأجر وزيادة الدرجات والرفعة عند الله عز وجل. والله الموفق

* * *
7-وعن أبي هريرة عبد الرحمن بت صخر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلي أجسادكم ولا إلي صوركم ولكن ينظر إلي قلوبكم)) . (رواه مسلم) .

الصفحة 60