كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 1)

صَاحب دمشق وَقَالَ: وَإِنِّي مَا قصدت إِلَّا أَن نَجْتَمِع على قتال التتر وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِك بِغَيْر ملك. فَإِذا خرجنَا وكسرنا هَذَا الْعَدو فَالْأَمْر لكم أقِيمُوا فِي السلطنة من شِئْتُم فَتَفَرَّقُوا عَنهُ وَأخذ يرضيهم حَتَّى تمكن. فَبعث بالمنصور وأخيه وَأمه إِلَى دمياط واعتقلهم فِي برج عمره وَسَماهُ برج السلسلة ثمَّ سيرهم إِلَى بِلَاد الأشكري وَقبض على الْأَمِير علم الدّين سنجر الغنمي المعظمي والأمير عز الدّين أيدمر النجيبي الصَّغِير والأمير شرف الدّين قيران المعزي والأمير سيف الدّين بهادر والأمير شمس الدّين قراسنقر والأمير عز الدّين أيبك النجمي الصَّغِير والأمير سيف الدّين الدُّود خَال الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن الْمعز والطواشي شقبل الدولة كافور لالا الْملك الْمَنْصُور والطواشي حسام الدّين بِلَال المغيثي الجمدار. واعتقلهم وَحلف الْأُمَرَاء والعسكر لنَفسِهِ واستوزر الصاحب زين الدّين يَعْقُوب بن عبد الرفيع بن الزبير فِي خَامِس ذِي الْقعدَة وَاسْتمرّ بالأمير فَارس الدّين أقطاي الصَّغِير الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالمستغرب أتابكا وفوض إِلَيْهِ وَإِلَى الصاحب زين الدّين. تَدْبِير العساكر واستخدام الأجناد وَسَائِر أُمُور الدولة واحتفل باستخدام الْجنُود والاستعداد للْجِهَاد. وَورد الْخَبَر بقدوم نجدة من عِنْد هولاكو إِلَى الْملك النَّاصِر بِدِمَشْق فَكتب إِلَيْهِ الْملك المظفر قطز وَقد خافه كتابا يترقق فِيهِ وَيقسم بالأيمان أَنه لَا ينازعه فِي الْملك وَلَا يقاومه وَأَنه نَائِب عَنهُ بديار مصر وَمَتى حل بهَا أقعده على الْكُرْسِيّ وَقَالَ فِيهِ أَيْضا: وَإِن اخترتني خدمتك وَإِن اخْتَرْت قدمت وَمن معي من الْعَسْكَر نجدة لَك على القادم عَلَيْك فَإِن كنت لَا تأمن حضوري سيرت إِلَيْك العساكر صُحْبَة من تختاره. فَلَمَّا قدم على الْملك النَّاصِر كتاب قطز اطْمَأَن. وفيهَا سَار هولاكو من بَغْدَاد بِنَفسِهِ إِلَى ديار بكر وَنزل على آمد يُرِيد حلب ونازل حران وَنصب عَلَيْهَا المجانيق - وَكَانَت فِي مملكة النَّاصِر يُوسُف - حَتَّى أَخذهَا. وَقطع بعض جَيْشه الْفُرَات وعاثوا فِي الْبِلَاد فأجمع أهل حلب على الرحلة مِنْهَا وَخَرجُوا جافلين. فاحترز نائبها الْمُعظم تورانشاه بن النَّاصِر يُوسُف وَجمع أهل الْأَطْرَاف. وَتقدم التتار حَتَّى دنوا من حلب فَقتلُوا كثيرا من عسكرها الَّذين خَرجُوا إِلَيْهِم ثمَّ رحلوا عَنْهَا عَاجلا. فاضطرب النَّاصِر وعزم على لِقَاء هولاكو وخيم على بَرزَة. وَكتب إِلَى الْملك المغيث صَاحب الكرك وَإِلَى الْملك المظفر قطز يطْلب مِنْهُمَا نجدة. وَمَعَ هَذَا فَكَانَت نفس النَّاصِر قد ضعفت وخارت وَعظم خوف الْأُمَرَاء

الصفحة 508