كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 1)

الدّين أقطاي يراوده زَمَانا وَهُوَ لَا يقبل ثمَّ نزل إِلَى دَاره فَطلب السُّلْطَان بهاء الدّين على سديد الدّين مُحَمَّد بن سليم بن حنا فولى الوزارة وفوض إِلَيْهِ تَدْبِير المملكة وَأُمُور الدولة بأسرها وخلع عَلَيْهِ. فَركب مَعَه جَمِيع الْأَعْيَان والأكابر وعدة من الْأُمَرَاء مِنْهُم سيف الدّين بلبان الرُّومِي الدوادار. وَورد الْخَبَر عَن عكا أَن سبع جزائر من جزائر الفرنج فِي الْبَحْر خسف بهَا وبأهلها بَعْدَمَا نزل عَلَيْهِم دم عشرَة أَيَّام فَهَلَك بهَا خلق كثير وَصَارَ أهل عكا فِي خوف واستغفار وبكاء. وجهز السُّلْطَان الْأَمِير بدر الدّين بيليك الأيدمري فِي جمَاعَة وَلم يعرف مقْصده فِي ذَلِك أحد مِمَّن جرده وَلَا غَيرهم فَسَارُوا إِلَى الشوبك وتسلموها من نواب الْملك المغيث فتح الدّين عمر فِي سادس عشري ربيع الآخر وَاسْتقر فِي نيابتها الْأَمِير سيف الدّين بلبان المختصي واستخدم فِيهَا النُّقَبَاء والجنادرة وأفرد بخاص القلعة مَا كَانَ فِي الْأَيَّام الصالحية. وَفِيه قبض على الْأَمِير بهاء الدّين بغدي وَحبس بقلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر جُمَادَى الأولى: فوض قَضَاء الْقُضَاة بديار مصر للْقَاضِي تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن القَاضِي الْأَعَز خلف الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز عوضا عَن بدر الدّين السنجاري بعد عدَّة شُرُوط اشترطها على السُّلْطَان أغْلظ فِيهَا. وَقصد القَاضِي تَاج الدّين بِكَثْرَة الشُّرُوط أَن يُعْفَى من ولَايَة الْقَضَاء فَأجَاب السُّلْطَان إِلَى قبُول مَا اشْترط عَلَيْهِ رَغْبَة فِيهِ وثقة بِهِ وَصلى بالسلطان صَلَاة الظّهْر وَحكم بعد ذَلِك. وَقبض السُّلْطَان على الْبَحْر السنجاري وعوقه عشرَة أَيَّام ثمَّ أفرج عَنهُ. وفيهَا سَار الْأَمِير أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن الْخَلِيفَة الظَّاهِر أبي نصر مُحَمَّد بن النَّاصِر لدين الله أَحْمد بن المستضيئ بِاللَّه العباسي - الَّذِي يُقَال لَهُ الزراتيقي لقب لقبه بِهِ

الصفحة 528