كتاب المستقصى في أمثال العرب (اسم الجزء: 1)
ج وَقصرت الْعبارَة فأطالت المغزى، ولوحت فأغرقت فِي التَّصْرِيح، وَكنت فأغنت عَن الإفصاح، بله الِاسْتِظْهَار بمكانها والتمنع بجانبها عِنْد الانتظام فِي سلك التذاكر، وإفاضة أزلام التناظر، وتذاوق بعض أهل الْأَدَب بَعْضًا؛ وَإِنَّهَا للمحافل إِذا حوضر بهاء وللأفاضل مَتى أوردوها أبهة، وللنثر أَنى سلكت أثناءه طلاوة، وللشعر كَيفَ انساقت فِي تضاعيفه متانة؛ ولأمر مَا سبقت أراعيل الرِّيَاح، وتركتها كالراسفة فِي الْقُيُود بتدارك سَيرهَا فِي الْبِلَاد مصعدة ومصوبة، واختراقها الْآفَاق مشرقة ومغربة، حَتَّى شبهوا بهَا كل سَائِر أَمْعَنُوا فِي وَصفه، وشارد لم يألوا فِي نَعته، فقيدت من أوابدها مَا أعرض، واقتنصت من شواردها مَا أكثب، ثمَّ ربطتها فِي قرن تَرْتِيب حُرُوف المعجم ارتباطا جنحت فِيهِ إِلَى وطاء منهاج أبين من عَمُود الصُّبْح غير متجانف للتطويل عَن الإيجاز؛ وَذَلِكَ أَنى بوبتها فأوردت مَا فِي أَوله الْهَمْز، ثمَّ قفيت على أَثَره بِمَا فِي أَوله الْبَاء وهلم جرا إِلَى مُنْتَهى أَبْوَاب أَبْوَاب الْكتاب، وفصلت كل بَاب فَقدمت فِي بَاب الْهَمْز إِيَّاه مَعَ الْألف عَلَيْهِ مَعَ الْبَاء، وَفِي بَاب الْبَاء إِيَّاهَا مَعَ الْألف على السائر وهلم جرا إِلَى مُنْتَهى فُصُول الْأَبْوَاب؛ وَقد استمررت على مُرَاعَاة هَذَا النمط
فدَاك لَك وَهُوَ مائَة بعير بلطمة عَمْرو وجز ناصيته وخلاه وَقَالَ كتيف اللَّهُمَّ ان لم تصب بني زبان بقارعة لَا أُصَلِّي لَك صَلَاة أبدا فَضرب الدَّهْر ضربانه حَتَّى دله خوتعة رجل من بني غفيلة بن قاسط عَلَيْهِم وهم فِي إبلهم فَجمع لَهُم ثمَّ أَتَاهُم فَقَالَ لَهُ عَمْرو إِن فِي خدي بَوَاء من خدك فَخذ لطمتك فَأبى وَضرب أَعْنَاقهم وَجعل رُؤْسهمْ فِي مخلاة وعلقها فى عنق نَاقَة لَهُم تسمى الدهيم فراحت إِلَى بَيت الزبان فَرَأى المخلاة فَقَالَ أصَاب بني بيض نعام ثمَّ أَهْوى بِيَدِهِ فِيهَا فَإِذا هُوَ بِرَأْس فَقَالَ هَذَا يُرِيد ان هَذَا آخر مَا كَانَ بنوه يجيئون بِهِ من أسلاب النَّاس وبزهم فَلَا بز بعده
يضْرب مثلا فِي التأسف على انْقِطَاع الْأَمر
4 - الدَّوَاء الكي لِأَنَّهُ إِنَّمَا يقدم عَلَيْهِ بعد أَن لَا ينفع كل دَوَاء وَقيل آخر الطِّبّ وَقيل آخر الدَّاء العياء أَي إِذا أعضل وأبى قبُول كل دَوَاء حسم بالكي آخر الْأَمر وقائله لُقْمَان بن عَاد وَذَلِكَ أَنه أقبل ذَات يَوْم فَبينا هُوَ يسير إِذْ أَصَابَهُ أوام فهجم على مظلة فى فنائها امْرَأَة تداعب
الصفحة 3
478