كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 1)

و "بابل" اسم لبلد في العراق؛ و {هاروت وماروت} عطف بيان على {الملكين} لبيان اسمهما؛ وهما اسمان أعجميان؛ والمنزَّل عليهما شيء من أنواع السحر ..

قوله تعالى: {وما يعلِّمان} أي الملكان هاروت، وماروت {من أحد} أي أحداً؛ وزيدت {مِن} للتوكيد ..

قوله تعالى: {حتى يقولا إنما نحن فتنة} أي اختبار للناس؛ ليتبين من يريد السحر ممن لا يريده ..

قوله تعالى: {فلا تكفر} أي بتعلم السحر {فيتعلمون} أي الناس {ما يفرقون به} أي سحراً يفرقون به {بين المرء وزوجه}؛ ويسمى هذا النوع من السحر "الصرف"؛ ويقابله سحر "العطف"؛ وهو من أشد أنواع السحر؛ لأنه يصل بصاحبه إلى الهيمان، والخبل ..

قوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد} أي ما هؤلاء المتعلمون للسحر بضارين به أحداً {إلا بإذن الله} أي إلا بإذنه القدري. وهو بمعنى المشيئة.؛ و {مِن} في قوله تعالى: {من أحد} زائدة للتوكيد.

قوله تعالى: {ويتعلمون} أي الناس من الملكين {ما يضرهم ولا ينفعهم} أي ما مضرته محضة لا نفع فيها ..
قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}: الجملة مؤكدة بالقسم المقدر، واللام الواقعة في جوابه، و "قد"؛ و {لمن اشتراه}: اللام لام الابتداء؛ وهي معلِّقة للفعل {علموا} عن العمل؛ و "مَن" مبتدأ؛ وخبره جملة: {ما له في الآخرة من خلاق} أي نصيب؛ والجملة في محل نصب سدت

الصفحة 329