كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 1)
فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: "نِعْم أنت" (¬١)؛ وفيه سحر مقابل لهذا: وهو الربط بين المرء، وزوجه؛ حتى إنه. والعياذ بالله. يُبتلى بالهيام؛ فلا يستطيع أن يعيش. ولا لحظة. إلا وزوجته أمامه؛ وبعضهم يقضي عليه هذا الأمر. نسأل الله العافية ...
. ٩ ومن فوائد الآية: أن الأسباب. وإن عظمت. لا تأثير لها إلا بإذن الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وما هم بضارِّين به من أحد إلا بإذن الله)
. ١٠ ومنها: أن قدرة الله عز وجل فوق الأسباب؛ وأنه مهما وجدت الأسباب. والله لم يأذن. فإن ذلك لا يؤثر؛ وهذا لا يوجب لنا أن لا نفعل الأسباب؛ لأن الأصل أن الأسباب مؤثرة بإذن الله ..
. ١١ ومنها: الإشارة إلى أنه ينبغي اللجوء إلى الله دائماً؛ لقوله تعالى: {إلا بإذن الله}؛ فإذا علمت أن كل شيء بإذن الله فإذاً تلجأ إليه سبحانه وتعالى في جلب المنافع، ودفع المضار ..
١٢. ومنها: أنّ تعلم السحر ضرر محض، ولا خير فيه؛ لقوله تعالى: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}؛ فأثبت ضرره، ونفى نفعه ...
١٣ ومنها: أن كفر الساحر كفر مخرج عن الملة؛ لقوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}
---------------
(¬١) أخرجه مسلم ص ١١٦٨، كتاب صفات المنافقين، باب ١٦: تحريش الشيطان ... ، حديث رقم ٧١٠٦ [٦٧] ٢٨١٣.
الصفحة 333
382