كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 1)
٢ ومن فوائد الآية: أن الناسخ خير من المنسوخ؛ لقوله تعالى: {نأت بخير منها}؛ أو مماثل له عملاً. وإن كان خيراً منه مآلاً.؛ لقوله تعالى: (أو مثلها)
. ٣ ومنها: أن أحكام الله سبحانه وتعالى تختلف في الخيرية من زمان إلى زمان؛ بمعنى أنه قد يكون الحكم خيراً للعباد في وقت؛ ويكون غيره خيراً لهم في وقت آخر ..
. ٤ ومنها: عظمة الله عز وجل لقوله تعالى: {ما ننسخ}: فإن الضمير هنا للتعظيم؛ وهو سبحانه وتعالى أهل العظمة ...
٥. ومنها: إثبات تمام قدرة الله عز وجل؛ لقوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}؛ ومن ذلك أنه قادر على أن ينسخ ما يشاء ..
. ٦ ومنها: أن قدرة الله عامة شاملة؛ لقوله تعالى: (أن الله على كل شيء قدير).
. ٧ ومنها: أن القادر على تغيير الأمور الحسية قادر على تغيير الأمور المعنوية؛ فالأمور القدرية الكونية الله قادر عليها؛ فإذا كان قادراً عليها فكذلك الأمور الشرعية المعنوية؛ وهذا هو الحكمة في قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} بعد ذكر النسخ ..
. ٨ ومنها: أن الشريعة تابعة للمصالح؛ لأن النسخ لا يكون إلا لمصلحة؛ فإن الله لا يبدل حكماً بحكم إلا لمصلحة ..
قد يقول قائل: ما الفائدة إذاً من النسخ إذا كانت مثلها والله تعالى حكيم لا يفعل شيئاً إلا لحكمة؟
فالجواب: أن الفائدة اختبار المكلف بالامتثال؛ لأنه إذا امتثل
الصفحة 349
382