كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 1)
والأرض} أي أن الله وحده الذي له ملك السموات، والأرض: ملك الأعيان، والأوصاف، والتدبير؛ فأعيان السموات، والأرض، وأوصافها ملك لله؛ و"التدبير" يعني أنه تعالى يملك التدبير فيها كما يشاء: لا معارض له، ولا ممانع؛ و {السموات} جمع سماء؛ ويُطلق على العلو، وعلى السقف المحفوظ. وهو المراد هنا.؛ وهي سبع سموات كما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ و {الأرض} أي جنس الأرضين، فيشمل السبع كلها ..
قوله تعالى: {وما لكم من دون الله} أي من سواه؛ {من ولي}: فعيل بمعنى مفعل؛ أي ما من أحد يتولاكم فيجلب لكم الخير؛ {ولا نصير} أي ولا ناصر يدفع عنكم الشر؛ و {مِن}: حرف جر زائد إعراباً؛ ولكنه أصلي المعنى؛ إذ إن الغرض منه التنصيص على العموم؛ يعني ما لكم أيّ ولي ..
الفوائد:.
١ من فوائد الآية: تقرير عموم ملك الله؛ لقوله تعالى: {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض}؛ ولا يرد على هذا إضافة الملك للإنسان، كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: ٣]؛ فإن هذه الإضافة ليست على سبيل الإطلاق؛ لأن ملك الإنسان للأشياء ملك محدود، وناقص، وقاصر؛ محدود من حين استيلائه عليه إلى أن يخرج عن ملكه ببيع، أو هبة، أو موت، أو غير ذلك؛ كذلك هو ناقص: فهو لا يملك التصرف فيه كما يشاء؛ بل تصرفه مقيد بما يباح له شرعاً؛ ولهذا لو أراد أن يحرق ملكه لم يملك ذلك؛ كذلك أيضاً ملك
الصفحة 351
382