"""""" صفحة رقم 296 """"""
صالحاً السموات والصالح هو نفس المفعول لا محل الفعل والمفعول غيره فهو مطلق بمعنى أن ما سواه من المفاعيل مقيد وهو نفس المفعول المطلق أي المجرد عن القيود وهو الصادر عن الفاعل وهو نفس فعله قال: وإنما سرى الغلط من ظن أن المفعول المطلق شرطه أن يكون مصدراً وليس كذلك فليس كل مفعول مطلق مصدراً هذا كلام السبكي.
مسألة: في قوله تعالى:) أيان مرساها (ما إعرابه؟.
الجواب:) أيان (خبر مقدم) ومرساها (مبتدأ مؤخر.
سورة براءة
مسألة: في قوله تعالى:) ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره (هل يفسر القيام هنا بزيارة القبور؟ وهل يستدل بذلك على أن الحكمة في زيارته صلى الله عليه وسلّم قبر أمه أنه لإحيائها لتؤمن به بدليل أن تاريخ الزيارة كان بعد النهي؟.
الجواب: المراد بالقيام على القبر الوقوف عليه حالة الدفن وبعده ساعة، ويحتمل أن يعم الزيارة أيضاً أخذاً من الإطلاق، وتاريخ الزيارة كان قبل النهي لا بعده، فإن الذي صح في الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلّم زارها عام الحديبية والآية نازلة بعد غزوة تبوك ثم الضمير في (منهم) خاص بالمنافقين وإن كان بقية المشركين يلحقون بهم قياساً، وقد صح في حديث الزيارة أنه أستأذن ربه في ذلك فأذن له، وهذا الإذن عندي يستدل به على أنها من الموحدين لا من المشركين كما هو اختياري، ووجه الاستدلال به أنه نهاه عن القيام على قبور الكفار وأذن له في القيام على قبر أمه فدل على أنها ليست منهم وإلا لما كان يأذن له فيه واحتمال التخصيص خلاف الظاهر ويحتاج إلى دليل صريح. فإن قلت: استئذانه يدل على خلافه وإلا لزارها من غير استئذان. قلت: لعله كان عنده وقفة في صحة توحيد من كان في الجاهلية حتى أوحى إليه بصحة ذلك.
سورة يونس
مسألة: في قوله تعالى:) أمن لا يهدي (ما أصل هذه الكلمة وماضيها وما إعلالها وهل إعلالها جار على الأصل؟.
الجواب: أصل (يهدي) يهتدي قلبت التاء دالاً لتدغم فصار يهددي ثم سكنت لذلك فنقلت حركتها وهي الفتحة إلى الهاء قبلها وأدغمت فصار يهدي، قال أبو البقاء: ونظير ذلك قوله تعالى:) يكاد البرق يخطف أبصارهم (فيمن قرأ بفتح الياء والخاء والطاء المشددة، قال: فالأصل يختطف قلبت التاء طاءاً وأدغمت في الطاء ونقلت حركتها إلى الخاء، وأما الماضي فهدى والأصل اهتدى قلبت التاء دالاً فصار اهتددى ونقلت حركتها إلى الهاء فاستغني عن همزة الوصل فحذفت وأدغمت الدال في الدال فصارت هدى وهذا الإعلال جار على الأصل وليس بخارج عن القياس كما نص عليه علماء التصريف، فإن فاء