كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 310 """"""
وأبي الهذيل، وابن سابط، ومسروق، وعطاء، ومقاتل وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس. واختاره الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري. وأجاب عن البشارة بيعقوب بأنه كان قد بلغ معه السعي أي العمل ومن الممكن أنه كان ولد له أولاد مع يعقوب أيضاً، وأما القرنان فمن الجائز أنهما نقلا من بلاد الشام، وقال سعيد بن جبير: سار به من الشام على البراق حتى أتى به منى في ليلة واحدة فلما صرف عنه الذبح سار به كذلك، وأخرج من طريق داود عن عكرمة عن ابن عباس في قوله:) وبشرناه بإسحق نبيا (قال: بشر به نبياً حين فداه الله من الذبح ولم تكن البشارة بالنبوة عند مولده، وجزم بهذا القول القاضي عياض في الشفا، والسهيلي في التعريف، والاعلام وكنت ملت إليه في علم التفسير وأنا الآن متوقف في ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة الفتح
مسألة: قوله تعالى:) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (.
الجواب: أحسن مايجاب به عن الآية الكريمة أنه كنى بالمغفرة عن العصمة أي ليعصمك الله عن الذنب فيما تقدم من عمرك وما تأخر، وقد نص غير واحد على أن المغفرة، والعفو، والتوبة جاءت في القرآن، والسنة في معرض الاسقاط والترخيص وإن لم يكن ذنب، ومنه قوله تعالى:) عفا الله عنك لم أذنت لهم (عفا الله لكم عن صدقة الخيل، والرقيق) فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم () علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم (أي رخص لكم.) علم أن لن تحصوه فتاب عليكم (وقد ألفت في ذلك مؤلفاً سميته المحرر في قوله تعالى: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
سورة الواقعة
مسألة: قوله تعالى:) يطوف عليهم ولدان مخلدون (هل الولدان من مخلوقات الدنيا أو من مخلوقات الجنة؟ وهل هم طوال أو قصار؟ وهل يتمتعون في الآخرة بالنساء؟.
الجواب: الولدان من مخلوقات الجنة لا الدنيا وهم متفاوتون في الخلقة بالطول والقصر وكذلك الحور بخلاف أهل الجنة من البشر فإنهم سواء في الخلقة ولا يتمتع الولدان في الجنة بالنساء بل هم معدون لخدمة أهل الجنة.

الصفحة 310