"""""" صفحة رقم 313 """"""
الأفق بحاجب الشمس فأسند نور الصباح والنهار إلى الشمس، وقد وردت آثار كثيرة استوفيتها في التفسير المأثور شاهدة للقولين جميعاً ولا حاجة إلى الإطالة بذكرها، وفيها ما يدل على أن الفجر أيضاً من نور الشمس وفيها مايدل على خلافه، والحديث المذكورفي السؤال ليس له إسناد يعتمد عليه، وقول السائل: وهل قال قائل إلى آخره؟ قد حكيناه فيما تقدم عن قتادة والله أعلم.
سورة والمرسلات
مسألة: في قوله تعالى:) أنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر (
الجواب: في قوله تعالى:) كالقصر (قراءتان المشهورة بسكون الصاد والمراد به البيت قاله ابن قتيبة، وقال ابن مسعود: كالحصون والمدائن [أخرجه الطبراني في الأوسط، وسعيد بن منصور في سننه، وابن أبي حاتم في تفسيره]، وقرأ ابن عباس بفتح الصاد جمع قصرة والمراد به أعناق الإبل وقيل أصول الشجر، قال ابن عباس: كانت العرب تقول في الجاهلية: اقصروا لنا الحطب فيقطع على قدر الذراع والذراعين [أخرجه ابن مردويه، وفي البخاري نحوه] وقوله: (جمالات) فيه قراءتان المشهورة بكسر الجيم جمع جمالة وجمالة جمع جمل، والصفر هي السود شبهها بالإبل السود، وإطلاق الصفر على الإبل السود معروف كإطلاق السواد على الخضرة، وقرأ ابن عباس جمالات بضم الجيم وفسره بحبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوسط الرجال، رواه البخاري في صحيحه، والقراءتان بتفسيرهما في قوله تعالى:) حتى يلج الجمل في سم الخياط (وفي رواية عن ابن عباس أن المراد بقوله: (جمالات صفر) قطع نحاس أخرجها ابن أبي حاتم.
سورة الليل
مسألة: في قوله تعالى:) لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى (إلى آخر السورة هل نزلت في رجلين معينين وماسبب نزولها؟ وهل المراد بالأتقى أبو بكر الصديق؟.
الجواب: أخرج البزار في مسنده، وابن جرير، وابن المنذر في تفسيرهما عن عبد الله ابن الزبير، وابن جرير أيضاً عن سعيد بن جبير، وابن أبي حاتم في تفسيره عن عروة بن الزبير أن قوله تعالى:) وسيجنبها الأتقى (إلى آخر السورة نزلت في أبي بكر الصديق حيث اشترى سبعة كلهم يعذب في الله وأعتقهم، وقال ابن جرير: أن الصحيح الذي قاله أهل التأويل أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن الآية نزلت في أبي بكر وأن ما قبلها نزل في أمية بن خلف، وممن ذكر أنها نزلت في أبي بكر الواحدي في أسباب النزول، والسهيلي في التعريف والأعلام، وقال القرطبي