كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 321 """"""
صفة هذا الأتقى:) وما لأحد عنده من نعمة تجزى (وهذا الوصف لا يصدق على علي لأنه كان في تربية النبي صلى الله عليه وسلّم لأنه أخذه من أبيه فكان يطعمه ويسقيه ويكسوه ويربيه فكان الرسول صلى الله عليه وسلّم منعماً عليه نعمة يجب جزاؤها، أما أبو بكر فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلّم عليه نعمة دنيوية بل أبو بكر كان ينفق على الرسول، وإنما كان الرسول عليه نعمة الهداية والإرشاد إلى الدين وهذه النعمة لا تجزي لقوله تعالى:) لا أسألكم عليه أجراً (والمذكور ها هنا ليس مطلق النعمة بل نعمة تجزى، فعلم أن هذه الآية لا تصلح لعلي، وإذا ثبت أن المراد بهذه الآية من كان أفضل الخلق وثبت أن ذلك الأفضل من الآية إما بكر، وإما علي وثبت أن الآية غير صالحة لعلي تعين حملها علي أبي بكر، وثبت دلالة الآية أيضاً علي أن أبا بكر أفضل الأمة انتهى كلام الإمام.
سورة القدر
مسألة:
يا مفرداً فاق أهل العصر بل سلفا
وصار مشتهراً بالعلم والعملفي ليلة القدر بالافراد قد شهرت
وهل تظن بشهر الصوم في الأزلأو بالقين وبالعشر الأخير ترى
من غير شك ولا ريب ولا جدل؟ وإن تقولوا به ماذا أوائلها
هل بالغروب إلى فجر يلوح جليوهل لقائم نصف الليل من عمل
من الغروب بفرد العشر في وجل؟ يدعو الإله مظناً أن دعوته
قد استجيبت بنيل القصد والأملأفنوا عبيداً غداً ممن يلوذ بكم
يرجو لكم كل قدر تقصدون علي أثابكم ربكم جناته كرماً
بجاه خير البرايا أشرف الرسل الجواب:
الحمد لله رب الحمد في الأزل
ثم الصلاة عليه خاتم الرسل في ليلة القدر أقوال وعدتها
لنحو خمسين قولاً يا أخي صل فقيل دائرة في العام أجمعه
وقيل بل نصف شعبان بلا زلل ورجحوا كونها شهر الصيام أتت
وذاك ظن قوي بالدليل جلي وكونها فيه دارت قول طائفة
وكونها في الأخير العشر فهو جلي وذاك ظن بلا قطع وأولها
من الغروب إلى فجر الصباح جلي ومن يقم نصف ليل أو أقل حوى
فضل القيام بها فاقصد بلا وجل

الصفحة 321