"""""" صفحة رقم 322 """"""
بل من يصلي العشاء والصبح ثمت في
جماعة حاز منها الحظ في الأملكذا أتى في حديث صح مسنده
فاقبله طوعاً وكن في الدين ذا عملهذا جواب ابن الأسيوطي مرتجياً
من فضل خالقه الغفران للزللبروضة المشتهي خط الجواب لدى
شوال من عام تسعين بلا ملل مسألة : في كيفية الوحي من الله هل يتلقاه الملك من الله تعالى بكلام يفهمه الملك أو بالعربية للنبي العربي وبالعبرانية للنبي العبراني ، وهل يلقيه الملك إلى جبريل أو جبريل المتلقي من الله تعالى ؟ وقوله تعالى : ) إنا أنزلناه في ليلة القدر ( وفسر بنزوله إلى بيت العزة ما كيفية نزوله إليه وقوله تعالى للقلم : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة هل يكون بإلهام من الله تعالى يلهمه للقلم أو بإملاء من الله تعالى ؟ وكيف أخذ الملك الوحي من اللوح المحفوظ هل بقول الله له اليوم الفلاني يقع فيه كذا خذه من اللوح أو يوم يقع فيه يقول له : خذها وألقها إلى النبي ؟ وهل تنام الملائكة ؟ وقوله تعالى : ) فأوحى إلى عبده ما أوحى ( هل اطلع على ذلك الوحي ملك أو ذكره النبي صلى الله عليه وسلّم لأحد.
الجواب : قال الأصبهاني في أوائل تفسيره : اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله منزل واختلفوا في معنى الإنزال فمنهم من قال : إظهار القراءة ، ومنهم من قال : أن الله تعالى ألهم كلامه جبريل وعلمه قراءته ثم جبريل أداه في الأرض ، وقال الطيبي في حاشية الكشاف : لعل نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يتلقفه الملك من الله تلقفاً روحانياً أو يحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول ويلقيه عليه ، وقال القطب الرازي في حواشي الكشاف : المراد بأنزال الكتب على الرسل أن يتلقفها الملك من الله تلقفاً روحانياً أو يحفظها من اللوح المحفوظ وينزل بها فيلقيها عليهم انتهى. وقد سألت شيخنا العلامة محي الدين الكافيجي عن كيفية التلقف الروحاني فقال لي : لا يكيف ، وقال الزركشي : اختلف العلماء في المنزل على النبي صلى الله عليه وسلّم على ثلاثة أقوال : أحدها أن اللفظ والمعنى وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به ، وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كل حرف منها بقدر جبل قاف. والثاني : أن جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلّم علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى : ) نزل به الروح الأمين على قلبك ( والثالث : أن جبريل ألقى عليه المعنى وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب وأن أهل السماء يقرءونها بالعربية ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك ، وقال البيهقي في معنى قوله تعالى : ) إنا أنزلناه في ليلة القدر ( يريد والله أعلم أنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك هو المنتقل به من علو إلى أسفل ، قال أبو شامة : ولا بد من هذا المعنى على مذهب أهل السنة.
فهذه نبذة من كلام أئمة السنة في كيفية تلقي جبريل الوحي ، وحاصل ما في ذلك أقوال : أحدها ألهمه ، والثاني أنه سمعه من الله ، والثالث أنه حفظه من اللوح المحفوظ ،