كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 333 """"""
ميسرة المسجد فقيل : يا رسول الله إن ميسرة المسجد قد تعطلت فقال : من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر فأعطى أهل الميسرة في هذه الحالة ضعف ما لأهل الميمنة من الأجر وليس لهم ذلك في كل حال ، وإنما خص بذلك هذه الحالة لما صارت معطلة ، وكذلك ما نحن فيه أصل القضية تفضيل الدار القريبة من المسجد على البعيدة منها فلما ثبت لها هذا الفضل رغب كل الناس في ذلك حتى أراد بنو سلمة أن يغيروا ظاهر المدينة وينتقلوا قرب المسجد فكره النبي صلى الله عليه وسلّم أن يعرى ظاهر المدينة فأعطاهم هذا الفضل في هذه الحالة ونزل في هذه القصة قوله تعالى : ) ونكتب ما قدموا وآثارهم ( قال صلى الله عليه وسلّم نزلت الآية : ( يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ).
مسألة : في حديث الترمذي عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده مرفوعاً : ( العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة من الشيطان ) إسناده ضعيف ، وله شاهد عند الطبراني ضعيف عن ابن مسعود قوله : وفي حديث ابن أبي شيبة عن أبي هريرة : إن الله يكره التثاؤب ويحب العطاس في الصلاة قال الحافظ ابن حجر : إسناده ضعيف وهو موقوف. وفي حديث عبد الرزاق عن قتادة قال : سبع من الشيطان فذكر منها شدة العطاس ما الجمع بين ذلك ؟.
الجواب : المقام مقامان مقام الإطلاق ، ومقام نسبي. فأما مقام الإطلاق فإن التثاؤب والعطاس في الصلاة كلاهما من الشيطان وعليهم يحمل حديث الترمذي ، وأما المقام النسبي فإذا وقعا في الصلاة مع كونهما من الشيطان فالعطاس في الصلاة أحب إلى الله من التثاؤب فيها ، والتثاؤب فيها أكره إليه من العطاس فيها ، وعلى هذا يحمل أثر ابن أبي شيبة فهو راجع إلى تفاوت رتب بعض المكروه على بعض ، هذا على تقدير ثبوت لفظ في الصلاة في الأثر.
الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم
مسألة : في قوله عليه الصلاة والسلام : التكبير جزم وفي قول بعضهم تأييداً لمقتضاه أنه عليه الصلاة والسلام لم ينطق بالتكبير إلا مجزوماً هل الحديث ثابت أم لا ؟ وعلى تقدير ثبوته هل هو صحيح أو حسن أو ضعيف ؟ ومن خرجه من العلماء ؟ ومن رجاله ؟ ومن تعرض للكلام على سنده ومتنه من الأئمة ؟ وما التحقيق في حكم المسألة هل يشترط الجزم فيها أو لا ؟ وهل للشافعي رضي الله عنه فيها نص أم لا ؟.
الجواب : أما الحديث فغير ثابت ، قال الحافظ أبو الفضل بن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير : حديث التكبير جزم لا أصل له وإنما هو من قول إبراهيم النخعي حكاه عنه الترمذي انتهى. وقد وقفت على إسناده عن النخعي قال عبد الرزاق في مصنفه عن يحيى بن العلاء عن مغيرة قال : قال إبراهيم : التكبير جزم يقول : لا يمد هكذا وقع في الرواية مفسراً وهذا التفسير إما من الراوي عن النخعي أو من يحيى أو من عبد الرزاق وكل منهم أولى بالرجوع إليه في تفسير الأثر ، وفسره بذلك أيضاً الإمام الرافعي في الشرح ، وابن الأثير

الصفحة 333