"""""" صفحة رقم 340 """"""
التأخير عن طلوع الفجر قليلاً. وأما المغرب والعشاء تلك الليلة فصلاهما مجموعتين جمع تأخير بأن أخر المغرب إلى وقت العشاء وصلاهما جميعاً بمزدلفة ، وجمع المذكورة في الحديث هي مزدلفة سميت بذلك لاجتماع الناس بها والحديث المذكور أخرجه البخاري. ومسلم.
مسألة : في رجل قال : إن حديث الباذنجان لما أكل له أصح من حديث ( ماء زمزم لما شرب له ) هل هو مصيب أم مخطىء ؟.
الجواب : هو مخطىء أشد الخطأ ، فإن حديث الباذنجان كذب باطل موضوع بإجماعه أئمة الحديث نبه على ذلك ابن الجوزي في الموضوعات ، والذهبي في الميزان ، وغيرهما ، وحديث زمزم مختلف فيه قيل صحيح ، وقيل حسن ، وقيل ضعيف فأدنى درجاته الضعف ، ولم يقل أحد إنه في حد الوضع ، قال الشيخ بدر الدين الزركشي في كتابه التذكرة في الأحاديث المشتهرة : حديث الباذنجان لما أكل له باطل لا أصل له ، وقد لهج به العوام حتى سمعت قائلاً منهم يقول هو أصح من حديث ماء زمزم لما شرب له قال : وهذا خطأ قبيح ، قال : وحديث ( ماء زمزم لما شرب له ) أخرجه ابن ماجه في سننه من حديث جابر بإسناد جيد ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد بإسناد قال فيه الحافظ شرف الدين الدمياطي : إنه على رسم الصحيح انتهى. وقد ألف الحافظ ابن حجر جزءاً في حديث ماء زمزم لما شرب له وتكلم عليه في تخريج الأذكار فاستوعب ، وحاصل ما ذكره أنه مختلف فيه فضعفه جماعة ، وصححه آخرون منهم الحافظ المنذري في الترغيب ، والحافظ الدمياطي قال : والصواب أنه حسن لشواهده ثم أورده من طرق من حديث جابر ، وابن عباس ، وغيرهما قال : وحديث جابر مخرج في مسند أحمد ، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة ، ومصنفه ، وسنن ابن ماجه ، وسنن البيهقي ، وشعب الإيمان له ، وحديث ابن عباس في سنن الدارقطني ، ومستدرك الحاكم ، وأخرجه البيهقي أيضاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً لكن سنده مقلوب ، وورد هذا اللفظ عن معاوية موقوفاً بسند حسن لا علة له. وله شواهد أخر مرفوعة ، وموقوفة تركتها خشية الإطالة ، ولما نظر المنذري ، والدمياطي إلى كثرة شواهده مع جودة طريق أبي الزبير عن جابر حكما له بالصحة.
مسألة :
ماذا جواب إمام فاق أعصره
وخطه فاق في الإفتاء من سبقا
فيمن روى أن باذنجانهم وردت
فيه الرواية من قول الذي صدقا ؟
محمد خير خلق الله قاطبة
صلى عليه إله العرش من خلقا
إن الشفاء به قصداً لآكله
كماء زمزم دام الغيث مندفقاً
من فضلكم هل لهذا صحة فلكم
أعربتم عن أمور رجل من خلقا ؟