"""""" صفحة رقم 351 """"""
عن أحمد الدورقي عن أبي عثمان الأموي عن صخر بن عكرمة عن كليب الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (قال الله عز وجل: لولا أن الذنب خير لعبدي المؤمن من العجب ما خليت بين عبدي المؤمن وبين الذنب) وما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق جعفر بن محمد بن عيسى الناقد عن سويد بن سعيد عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لولا أن المؤمن يعجب بعمله لعصم من الذنب حتى لا يهم به ولكن الذنب خير له من العجب) وما أخرجه أبو نعيم، والحاكم في التاريخ من طريق سلام بن أبي الصهباء عن ثابت عن أنس، والديلمي من طريق كثير بن يحيى عن أبيه عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب).
مسألة: شخص روى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلّم عن الله عز وجل أنه قال: (ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن) فقال له رجل: تجازف في الحديث؟ فما حال هذا الحديث وما معناه؟.
الجواب: هذا الحديث صحيح رواه البخاري في صحيحه، والتردد في الحديث عنه أجوبة مشهورة أحسنها وعليه [جرى] ابن الجوزي أن هذا من باب الخطاب بما نعقل والباري تعالى منزه عن حقيقته على حد قوله: (ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) فكما أن أحدنا يريد ضرب ولده تأديباً فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد بينهما ولو كان غير الوالد كالمعلم لم يتردد بل كان يبادر إلى ضربه لتأديبه فأريد تفهيمنا لتحقيق المحبة للولي بذكر التردد جرياً على مخاطبة العرب بما يفهمون.
مسألة: حديث: (من قرأ القرآن وأعربه كتب له بكل حرف عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه كتب له بكل حرف حسنة) هل هو صحيح؟.
الجواب: هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان من طريق نعيم بن حماد عن أبي عصمة عن زيد العمى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: (من قرأ القرآن فأعربه كله فله بكل حرف أربعون حسنة، فإن أعرب بعضه ولحن في بعضه فله بكل حرف عشرون حسنة، وإن لم يعرب منه شيئاً فله بكل حرف عشر حسنات) وهذا إسناد ضعيف من وجوه: أحدها أن سعيد بن المسيب لم يدرك عمر فهو منقطع. الثاني: أن زيداً العمى ليس بالقوي. الثالث: أن [أبا] عصمة هو نوح بن أبي مريم الجامع الكذاب المعروف بالوضع، والظاهر أن هذا الحديث بما صنعت يداه، وقد ذكره الذهبي في ترجمته وعده من مناكيره، وقد رواه الطبراني في الأوسط على كيفية أخرى مخالفة في السند، والصحابي، والمتن وهو دليل ضعف الحديث ونكارته واضطرابه فقال: حدثنا الفضل بن هرون ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن عروة عن عائشة مرفوعاً: (من قرأ القرآن على أي حرف كان كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، ومن قرأ فأعرب بعضاً ولحن بعضاً كتب له عشرون