كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 352 """"""
حسنة ومحى عنه عشرون سيئة ورفع له عشرون درجة، ومن قرأه وأعربه كله كتب له أربعون حسنة ومحى عنه أربعون سيئة ورفع له أربعون درجة) قال الطبراني: لم يروه عن عروة إلا زيد تفرد به ابنه وقد عرفت ضعف زيد، وابنه متروك. وروى البيهقي في شعب الإيمان أيضاً من طريق بقية بن الوليد عن عبد العزيز بن أبي داود عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (من قرأ القرآن فأعرب في قراءته كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات) وهذا الإسناد لا يصح أيضاً فإن بقية مدلس وقد عنعنه. وروى الطبراني، وأبون نعيم من حديث علي بن حرب عن عبد الرحمن بن يحيى عن مالك عن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: (من قرأ القرآن فأعربه كانت له دعوة عند الله مستجابة إن شاء أعد له في الدنيا وإن شاء أخرها إلى يوم القيامة) وهو غريب أيضاً. وروى الطبراني في الأوسط من طريق نهشل عن الضحاك بن مزاحم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: (أعربوا القرآن فإنه من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات وكفارة عشرة سيئات ورفع عشر درجات) ونهشل متروك.
مسألة: القول المشهور على الألسنة وهو الخمول نعمة وكل يأباه والشهرة آفة وكل يرضاه هل ورد؟.
الجواب: ليس هذا بحديث وإنما هو من كلام أبي المحاسن الروياني من أئمة الشافعية، قال الحافظ أبو سعيد السمعاني في تاريخ بغداد: سمعت أبا الفوارس هبة الله بن سعد الطبري بآمل يقول: سمعت جدي لأمي الإمام أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني يقول: الشهرة آفة وكل يتحراها والخمول راحة وكل يتوقاها. وروى ابن أبي الدنيا في كتاب الخمول قال: حدثنا محمد بن علي ثنا إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول: بلغني أنه يقال للعبد في بعض مننه [التي] من بها عليه: ألم أنعم عليك؟ ألم أعطك؟ ألم أخمل ذكرك؟ ألم ألم؟.
مسألة: حديث: (يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسائة عام) وحديث: اتخذوا مع الفقراء أيادي قبل أن تجىء دولتهم. وحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلّم أنشد بين يديه:
لسعت حية الهوى كبدي
فلا طبيب لها ولا راقي
إلا الحبيب الذي شغفت به
فعنده رقيتي وترياقي
فتواجد حتى سقطت البردة عن كتفيه ما حالها؟.
الجواب: الحديث الأول صحيح أخرجه بهذا اللفظ الترمذي من حديث أبي هريرة وقال: حسن صحيح، والحديث الآخران باطلان موضوعان باتفاق أهل الحديث.
مسألة: حديث: (خيركم بعد المائتين الخفيف الحاذ) هل هو صحيح؟ وقيل إنه (الحال) باللام في آخره، وقال آخر: إنه (الجاد) بالجيم والدال المهملة، وقال آخر: إنه منسوخ بحديث: (تناكحوا) فهل ما قالوه صحيح أم لا؟.

الصفحة 352